قال مدير جامعة أم القرى رئيس مجلس إدارة الجودة الشاملة والاعتماد الاكاديمي الدكتور بكري بن معتوق عساس إنَّ السباقَ على الاتقانِ سلوكُ جميعِ الأممِ والحضارات، ولكنّه اليومَ أصبحَ بالنسبةِ إلينا هدفًا إستراتيجيًّا وواجبًا دينيًّا ومطلبًا حضاريًّا، وفي عصرِنا هذا الذي لا مكانَ فيه لأنصافِ المتعلِّمِينَ، هذا العصرُ الذي يُطْلِقُ عليه بعضُ المفكرينَ عَصْرَ الجودةِ الشاملة. وأضاف: نحن نَلْمَسُ اليومَ إدراكًا واضحًا لدى قيادتنِا أنَّ التعليمَ هو خيارُنا الأولُ للنهوضِ الحضاريِّ، وأنَّ الاستثمارَ في عقولِ أبناءِالوطنِ وبناتِهِ هو الاستثمارُ الأمثلُ؛ لأنهمُ النَّبْعُ الذي لا يَنْضَبُ. و الذي يطّلِعُ على حَجْمِ الاعتماداتِ الماليةِ السنويةِ للتعليمِ في بلادِنا يُدْرِكُ حجمَ التطلعاتِ، وبُعدَ الآفاقِ التي تستشرِفُ فيها بلادُنا الرؤيةَ المستقبليةَ لجودةِ التعليم. وبيّن أنه وإيمانًا من جامعةِ أُمِّ القرى بهذا الواجبِ الدينيِّ والمطلبِ الحضاريِّ سَعَتْ إلى إقامةِ الشراكاتِ العلميةِ مع الجامعاتِ ذاتِ السُّمعةِ العلميةِ المرموقةِ، وأدركتْ أنّ لديها تَجْرِبةً متميّزةً في تعليمِ العلومِ الشرعيةِ والعربيةِ والتربويّةِ يُمْكِنُ أن تُقَدِّمَها للآخرينَ، ففيها كليّةُ الشريعةِ التي تُعدُّ نواةَ التعليمِ العالي في بلادنا، وكليّةُ التربيةِ التي تمثلُ بيتَ الخبرةِ التربويِّ في الخليج العربيِّ والجزيرةِ العربيةِ، وفيها كليّتا الدعوةِ وأصولِ الدين واللغةِ العربية اللتانِ تُمثِّلانِ نموذجًا في التعليمِ الجادِّ وجودةِ المخرجاتِ، ومعهدُ تعليمِ اللغةِ العربيةِ لغيرِالناطقينَ بها الذي يُعدُّ أحدَ مفاخرِ هذهِ الجامعة مؤكدًا أن هذه التجربةُ المتميزةُ قادرةٌ بعونِ اللهِ على تقديمِ قِيَمٍ جديدةٍ للجودةِ في التعليمِ، وبناءِ معاييرَ للتقويمِ المؤسسيِّ و البرامجيِّ تنطلقُ من خصوصيةِ علومنِا الإسلاميةِ والعربيةِ، وتُفِيدُ ممّا لدى الآخرينَ من التجارِبِ الناجحةِ في الجودةِ والاعتمادِ. وكان عساس افتتح يوم أمس الاول الملتقى الأول لمركز الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمي الدولي للدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة بعنوان (الآفاق والخطة المستقبلية) بمشاركة أكثر من 40 باحثًا وأكاديميًّا من الجامعات السعودية، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية.