ضمن فعاليات معرض صنعاء الدولي الثامن والعشرين للكتاب، قُدمت قراءة نقدية لرواية «ساق الغراب» للكاتب يحيي امقاسم، شارك فيها الدكتور محمد منور مباركي أستاذ النقد بجامعة الملك سعود بالرياض، والدكتورة منى المحاقري أستاذة التربية بجامعة صنعاء، وعبدالله الشاحذ المحاضر بجامعة صنعاء، وقدمها الشاعر السعودي أحمد السيد عطيف، وأقيمت في نادي ضباط القوات المسلحة بحضور الملحق الثقافي السعودي الدكتور علي الصميلي ومدير عام الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة اليمنية عبدالباري طاهر. بدأت الندوة بالدكتور محمد مباركي والذي قال: رواية «ساق الغراب» تحكي حياة مجتمع ريفي يعيش في منطقة جازان الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة في زمن متقدم من فترة انضواء ذلك الجزء من الجزيرة العربية تحت نظام الدولة الجديدة التي وحد الملك عبدالعزيز أجزاءها تحت مسمى المملكة العربية السعودية، ففي ذلك الزمن المتقدم من عمر حياة مجتمع «عصيرة» إحدى قرى وادي الحسيني جاءت أحداث الرواية، كذلك تحكي الرواية قصة مفارقة ذلك المجتمع قريتهم «عصيرة» في عملية نزوح جماعية تسمى «الهربة» إلى أسافل جبال قريبة منهم من ناحية الشرق تسمى «ساق الغراب» خوفًا من الجيش القادم من الشمال لأنهم لا يستطيعون مواجهته. وعليه فإن رواية «ساق الغراب» تنهض على مستويين لغويين رئيسيين هما: المستوى الأول: اللغة العربية الفصيحة، والمستوى الثاني: اللغة العامية التي تمثل لهجة منطقة جازان. وبعد ذلك تحدث عبدالله الشاحذ وقدم دراسة عن مدلولات المكان والزمان في رواية «ساق الغراب». ثم تحدثت الدكتورة منى المحاقري عن المرأة في هذه الرواية، فقالت : إن هذه الرواية هي الأولى للكاتب يحيي امقاسم وهي عمل منظم وُلد كبيرًا ومدهشًا ولقد شكّل صوت المرأة عبر فصول الرواية الحافظ والناقل الأمين للموروث الشعبي لقرية عصيرة وقد وثقت الرواية لعدد كبير من النصوص والأغاني الشعبية واللهجات المحلية لمناطق جنوب غرب السعودية وكذلك العادات والتقاليد. وبعد ذلك بدأت المداخلات، فقال الدكتور علي الصميلي الملحق الثقافي السعودي : إن هذه الندوة التي تعتبر من الروايات السعودية المتميزة ربطت بين المثقفين السعوديين واليمنيين حيث أُشبعت هذه الرواية نقدًا من المثقفين السعوديين واليمنيين، وتمنّى الصميلي أن يستمر هذا التقارب الثقافي بين البلدين من خلال استضافتهم في ندوات ومحاضرات في السعودية وكذلك استضافة المثقفين السعوديين في اليمن. من جانب آخر، استقبل السفير السعودي بالعاصمة صنعاء علي محمد الحمدان وبحضور الملحق الثقافي السعودي الدكتور علي بن حسين الصميلي، عددًا من المثقفين السعوديين واليمنيين المشاركين في معرض الكتاب الدولي الثامن والعشرين بصنعاء، حيث شكرهم على تواجدهم وحثهم على إبراز الجانب الثقافي الذي تمتاز به الدولتان من خلال أدبائهما ومثقفيهما.