الأمم المتحدة التي ظلت مستهدفة بالإصلاح منذ زمن بعيد تعاني من البيروقراطية المتضخمة وتعقيدات مجلس الأمن.. وإزاء هذا الوضع قامت مجلة فورين بوليسي باستطلاع كبار الخبراء حول الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الأممالمتحدة في الأزمات العالمية الحالية التي أصبحت متشابكة أكثر من أي وقت مضى واستعانت بمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كي توجهنا فيما يتعلق بالنتائج. ومن المستحيل حساب مقدار الوقت الذي أنفق في مؤسسات الفكر والرأي وداخل الخارجية الامريكية في محاولة معرفة ما إذا كان من الممكن إصلاح الأممالمتحدة. وكيفية ذلك ولماذا يبدو الامر متعذرا ولتحليل نتائج الاستطلاع كتبت أولبرايت تقول: مثل أي منظمة، فالأممالمتحدة بحاجة إلى إصلاح - وذلك بدءًا من هيكل وإجراءات مجلس الأمن، الذي حدد 28 % من المشاركين في استطلاع فورين بوليسي بأنه الجزء المهم في الأممالمتحدة الذي في أمس الحاجة إلى إعادة التفكيروبحاجة إلى إصلاح كذلك التوظيف في المنظمة ككل والميزانية. ولكن الإصلاح ليس حدثا، بل مسار يتم التنصل منه.و على الرغم من أن الناس يميلون إلى إلقاء اللوم على الأممالمتحدة وينسون انها في الأساس عبارة عن مجموعة من الدول، في كثير من الأحيان لها تنافس في المصالح. ولهذا السبب ربما كان أكثر من 40% من المستطلعين ينظرون إلى هذه الحقيقة باعتبارها أكبر عقبة داخلية تمنع المنظمة من أن تكون أكثر فاعلية. وعلى الرغم من أن ثلثي المستطلعين يؤيدون فكرة توسيع مجلس الأمن، فإن الواقع يقول أن العثور على طريقة للقيام بذلك هو مثل محاولة حل «مكعب روبيك.» وعندما عملت في الأممالمتحدة، صوتت دول الاتحاد الأوروبي في كثير من الأحيان معًا عند طرح مسالة توسيع مجلس الامن. وكانت الخطوة المنطقية أن يتم إعطاء الاتحاد الأوروبي مقعدًا دائمًا واحدًا بمجلس الأمن،ولكن من الصعب تصور تخلي البريطانيين أو الفرنسيين عن مقعديهما الفرديين. في ذلك الوقت دعمت الولاياتالمتحدةألمانيا واليابان كدولتين مضافتين إلى أعضاء مجلس الأمن الدائمين؛ ووضع المشاركون في مسح فورين بوليسي ألمانيا واليابان في قائمة الدول المرشحة للحصول على مقاعد دائمة بمجلس الأمن اليوم لكن أول القائمة في اختيارات أفراد العينة المستطلعة كان الهند، التي أيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما حصولها على مقعد دائم. وبذا يواصل مكعب روبيك التحولات ومع ذلك ظلت عضوية مجلس الأمن حتى الآن دون تغيير. يمكن للدول اخذ زمام المبادرة على أساس منفرد لدفع الإصلاحات، وعندما كنت في الأممالمتحدة قررت الولاياتالمتحدة ان تدفع من جانب واحد 25 % من ميزانية حفظ السلام (كانت حصتنا أكثر من 30 في المائة). ووجهنا أيضا انتقادات للعام المالي في الأممالمتحدة الذي يبدأ في أكتوبر بينما تدفع العديد من الدول فواتيرها في يناير كانون الثاني. وكنت أقول لهم « أنتم تحتاجون إلى الإصلاح هذا؛ وتحتاجون إلى تشديد الإجراءات الخاصة بكم ؛ عليكم القيام بتخفيض تكلفة عمليات حفظ السلام. عندما كان الجميع يقول لنا (ومتى ستدفعون ؟)، ان مسألة كيفية التعامل مع سوريا قد أثارت مرة أخرى أسئلة ليس فقط حول هيكلية الأممالمتحدة وإجراءاتها ولكن ألقت بظلال حول الغرض من المنظمة نفسها. وعما إذا كانت لديها مسؤولية وقوة الحماية؟ وفي أي ظروف ؟» وعما إذا كانت الدول الأعضاء يمكنها القيام في يوم ما بتلك الأعباء بنفسها. أنا أتفق مع ثلاثة أرباع أفراد العينة المشاركة في المسح الذين يعتقدون أن الجيش الأمريكي لا ينبغي له التدخل بصفة منفردة في سوريا.