بالرغم من أن الفيلسوف (ليس جيبلن) يرى أن «الابتسامة هي انحناء يجعل كل شيء مستقيمًا» إلاّ أن بعض المديرين -هداهم الله- لا يعرفون طعمها، حتى أن زملاءهم في العمل يتمنون أن يروها يومًا على شفاههم، فهم يتعاملون مع طاقم العمل على أنهم آلات، أو طلاب يصرخون عليهم، ويوجهونهم على مزاجهم. عندما ننظر إلى أي منشأة ناجحة نرى أن هذا النجاح خلفه مدير حكيم مرن، بينه وبين طاقم العمل ثقة واحترام متبادلان نابعان من الحب والأخوة. إن للابتسامة أثرًا كبيرًا في النفس، يسعد بها القلب وتُدخل البهجة على الآخرين، فلو استخدمها كل مدير مع طاقم عمله لن تُكلّفه جهدًا أو ريالاً واحدًا، فهي لغة جميلة وساحرة تخترق القلوب دون مجهود، وتعطيك القبول لدى الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).. فسبحان الله حتى الابتسامة عليها أجر. أخبرني صديق لي أن مدرسة من المدارس تقدَّم جميع منسوبيها للنقل الداخلي، وعندما أرسلت إدارة التعليم مشرفًا إلى هذه المدرسة لمعرفة الأسباب، تبيّن أن السبب هو مديرها، وقد أحسنت الإدارة صنعًا حين أبقت المعلمين، ونقلت المدير، فأمّة محمد لا تجتمع على خطأ -كما قيل-. ما أروع أن تعمل مع مدير يُوفِّر لك جميع الإمكانات التي تجعلك أكثر فاعلية في عملك، ويحاول جاهدًا أن يراك مبتسمًا؛ لأن مردود ذلك سيكون نجاحًا في عملك ولا شك. أحيي جميع المديرين الذين يتميزون بهذه الروح الطيبة، وأتمنى لهم التوفيق والسداد والتطور للأفضل. عماد اليماني - جدة