جبل أحد من أشهر الجبال في الجزيرة العربية، وأحد المعالم الجغرافية والتاريخية بالمدينةالمنورة، وبه ضرب الرسول عليه الصلاة والسلام مثلاً في عظم الأجر لمن شيع جنازة أخيه المسلم وصلى عليها ، فعن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى على جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل جبل أحد) رواه مسلم. وفي الجهة الجنوبية من هذا الجبل يجري شعب الجرار (المهاريس) أو (شعب سيد الشهداء) الذي يتجه إلى الجنوب ليصب في وادي قناة الذي ينحدر جنوباً ثم شمالاً ليلتقي بوادي العقيق. ويا لها من روعة وعظمة وجلال أن تكتحل أعيننا برؤية هذا الجبل الحبيب إنه جبل أحد، فقد ورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحد جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه) وورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في رجوعه من غزوة خيبر، وقيل في رجوعه من الحج بدأ له أحد وكأنه يقول له لقد وصلت المدينة فدخل الفرح على النبي صلى الله عليه وسلم، فأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة. قال: (هذه طابة، وهذا أحد جبلٌ يحبُّنا ونحبّه). وتكرر جبل أحد في عدة أحاديث نبوية فقد قال صلى الله عليه وسلم : (أثبتْ أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان). الحديث رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن أنس رضي الله عنه . ويقال أن سبب تسميته بأحد هو توحده عن الجبال وانقطاعه عنها. وقد شهدت ساحاته الجنوبية ثبات وبطولة وتضحيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما شهدت أرضه المباركة ما أصابهم من القرح وذلك في إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهي غزوة أحد، وإذا ما أتيت أحد من الشرق ترى قمماً متعددة ورؤوس جبال كثيرة، ويخيل إليك أنها سلسلة جبال، وإذا ما صعدت جبل أحد سترى أن القمم والرؤوس عبارة عن هضاب متعددة ومتصلة، ولون صخوره تميل إلى اللون الأحمر، وبعضها داكنة وهي ملفتة للنظر لجمالها وتنوعها، ويوجد على قمة جبل أحد بعض المباني القديمة ، وعندما تكون على إحدى القمم ترى المدينةالمنورة أكثر وضوحاً من جميع جهاتها، وتملأ أقطار نفسك متعة برؤيتها. ويوجد في قلبه الجرار (المهاريس) التي تحتفظ بالماء طول العام أحياناً ومن مائه غسل جرح النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوقف الدم وقد أتت ابنته فاطمة رضي الله عنها بحصير محروق وكمدت به جرح أبيها صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وأرضاها وتوقف الدم وينحدر من قبل أحد شعب الجرار حيث يوجد في جانبه الشرقي الموقع الذي صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جالساً وصلى خلفه أصحابه جلوساً بعد نهاية المعركة وبني بموقعه مسجدٌ يسمى مسجد الفسح يحتاج إلى إعادة بنائه ويعتبر جبل أحد معلماً رئيساً للمدينة المنورة ويبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب (6 أكيال) إذا ما أخذت المسافة من الشرق، كما يبلغ عرضه من الشرق إلى الغرب أكثر من (4 أكيال).