ألمح مدير العلاقات العامة بجامعة طيبة الدكتور عيسي القايدي أن الجامعة تتجه لاستحداث كليات متخصّصة في الإعلام والثقافة السينمائية والتصوير، تكفل تحقيق توازن بين النظرية والتطبيق وتسد حاجة سوق العمل بخريجين أكفاء بهذا المجال، إذ لا يوجد في جامعاتنا تخصّصات تدعم الإنتاج الفني السينمائي. فيما وعد مدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة طريف هاشم بأن يكون للجمعية دور فاعل وداعم للإنتاج السينمائي في المدينةالمنورة. جاء ذلك في مداخلتين للدكتور القايدي وهاشم في ندوة «الفيلم الوثائقي بين الواقع والوجدان» التي أقيمت قبل يومين في نادي المدينةالمنورة الأدبي وشهدت حضورًا كبيرًا من المثقفين والمهتمين في المجالين التلفزيوني والسينمائي، وشارك فيها المنتج والإعلامي وائل محمود رفيق، والمخرج السينمائي رامي عاشور، وأدارها الفنان القدير محمد بخش، وشهدت الندوة مداخلات ومطالبات هامة ركزت على دعم مسيرة الفيلم الوثائقي من خلال تبني التجارب الشبابية. استهل الندوة الفنان والممثل محمد بخش والذي يعد صاحب أول تجربة سينمائية سعودية، حيث أشار إلى أن أفلامه السينمائية عُرضت على التلفزيون السعودي في السبعينات في ظروف صعبة، وقال إن النادي الأدبي بالمدينةالمنورة يذكره بأيام طفولته حين كان عمره 17 عامًا وقد أدى أول مسرحية له عنوانها «صلاح الدين الأيوبي» ومسرحية أخرى «أبو فراس الحمداني»، وأكد بخش أنه قام بعمل درامي روائي كبير يتحدث عن المدينة كعرفان بسيط لاحتضانها طفولته. مشيرًا إلى أنه ترك المدينةالمنورة مجبرًا لأنه لم يجد الدعم لأفكاره وفنه أسوة بكثير من الفنانين الذي لازالت إبداعاتهم محاصرة في نفس المكان. بعد ذلك تحدث المنتج السينمائي وائل رفيق والمخرج السينمائي رامي عاشور اللذان اعتبرا أن السينما السعودية بحاجة إلى وجود نقابة تنظم العمل السينمائي والإنتاجي، وتطرّقا خلال الندوة إلى مواضيع تتعلق بالفيلم الوثائقي وارتباطه بالوجدان، وتم عرض فيلم وثائقي عن المدينةالمنورة من إنتاج وائل رفيق يتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة ودعمه للشباب في إنشاء مدينة لهم ودور للسينما الهادفة. وعرّف وائل رفيق المُنتِج بأنه جزء أساسي لا يتجزأ من منظومة صناعة الفيلم الوثائقي وذلك بتوفيره للتقنيات الآلية الفنية الحديثة الملائمة والمواكبة لحداثة الأفلام الوثائقية ودعمه إنتاجيًا وتسويقيًا حتى يقدم للإنسانية الجمال الخلاق في مضمون صناعته للفيلم الوثائقي. فيما ركز المخرج رامي عاشور على عدة محاور هامة في مفهوم مسمى الفيلم الوثائقي وتعريفه والفرق بين الأفلام الروائية والوثائقية وتاريخها ومراحل إنتاجها وأنواعها وماهية السيناريو في الفيلم الوثائقي وأهميته. وفي ختام الندوة فُتح باب الحوار وبدأت المداخلات، وتحدث الفنان محمد بخش عن إشكالات إنتاج الفيلم المحلي وانتقد غياب النخب المثقفة الداعمة للفنانين والمخرجين مؤكدًا أن صناعة الأفلام المحلية تشهد نموًا وتطورًا في ظل قصور الجهات الرسمية الداعمة وطالب بضرورة دعم المخرجين الشباب الذين بحاجة إلى دعم مالي. وفي مداخلة لمدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة السيد طريف هاشم وعد بأن يكون للجمعية دور فاعل وداعم للإنتاج السينمائي وللتقريب فيها بين الفنانين والمنتجين والمثقفين والتنسيق مع المؤسسات الثقافية الأخرى ما من شأنه خدمة صناعة السينما المحلية. ومن جانبه ألمح مدير العلاقات العامة بجامعة طيبة الدكتور عيسي القايدي أن الجامعة تتجه لاستحداث كليات متخصّصة في الإعلام والثقافة السينمائية والتصوير، تكفل تحقيق توازن بين النظرية والتطبيق وتسد حاجة سوق العمل بخرجين أكفاء بهذا المجال، إذ لا يوجد في جامعاتنا تخصّصات تدعم الإنتاج الفني السينمائي. كما كانت هناك مداخلات لكل من: عضو نادي المدينة الأدبي الدكتور مدني شاكر الشريف، وطلال عبدالمحسن النزهة، ومن القاعة النسائية تساءلت الكاتبة أمل زاهد هل يستطيع المخرج أن يكون حياديًا وواقعيًا وهو يعرض رؤيته خاصة وهناك توجس مستتر من المخرج للمتلقي إذ يتوجب أن تكون لغة الفلم الوثائقي حيادية. المنتج وائل رفيق عاد ودعا القائمين على الثقافة إلى قطع الطريق على من وصفهم ب «دخلاء الإنتاج السينمائي» بالمدينةالمنورة، وذلك بتخفيف إجراءات الروتين والقيود التي تفرضها الجهات الرقابية على المنتجين وأشار إلى الصعوبة في الحصول على ترخيص إنتاج الأفلام الثقافية وخصوصًا للتصوير في القرى والهجر التابعة للمدينة.