قالت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي إن الفيلم المُفترى ضد رسول الأمة محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أقباط متطرفين في المهجر ما هو إلا محاولة يائسة ووضيعة ابتدأها وتتابع عليها الأراذل من الناس في القديم والحديث ، كما أخبر عنهم الله جلَّ شأنه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ *وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) . وأوضح الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته الدكتورعادل بن علي الشدّي أن مكانة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام تبقى سامية كريمة ، ولسوف ينتشر الخير والهدى الذي أرسله الله به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وقال الدكتور الشدّي في بيان أصدره اليوم // قياماً بالواجب وأداءً للمسؤولية تابعت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته - التابعة لرابطة العالم الإسلامي - التفاصيل المتعلقة بالفيلم المُفترى ضد خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، والذي كان وراءه عدد من المتطرفين الأقباط في المهجر ومن ساندهم من المتطرفين مثل القس تيري جونز فوجدث الفيلم إفكاً شنيعاً وإثماً مبيناً ، فما كان محمد بنعمة ربه عليه كما صوروه ، فقد زكَّاه ربُّه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وهذا الفيلم لا يعدو أن يكون دالاً على سفالة من كانوا وراءه. فلا هو في محتواه بصادق ، ولا هو في صنعته الإعلامية - كما يؤكد المختصون - بذي شأنٍ أو بال. وأوضح أن الهيئة قامت بعدد من الإجراءات العملية ، ومنها المكاتبة الرسمية لإدارة يوتيوب ( utube ) ومطالبتها بحذف مقاطع هذا الفيلم ، لأنه ليس من الحرية الإعلامية في شيء ، بل إنه إساءة للمقدسات وتنقُّص للرسول عليه الصلاة السلام ، وهو محتوى مخالف لسياسة الاستخدام في الموقع المذكور ، ومثير للأحقاد وداعٍ للكراهية مشيرا إلى أنه بإمكان كل مسلم غيورٍ - وهذا هو الظن بجميع المسلمين - أن يقدم اعتراضه على هذا المحتوى وما شابهه ، كما هو موضح في موقع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته: ( www.mercyprophet.org) . كما قامت الهيئة بالتنسيق مع الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي لإقامة دعوى قضائية ضد المسئولين عن الفيلم ، تتولاها الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين. وكشف الدكتور عادل الشدّي أن الهيئة العالمية تواصلت مع كبار العلماء والمنظمات العاملة في مجال النصرة النبوية وزودتهم بتصورٍ كامل عن القضية ، للتشاور معهم بشأنها ، وكان من أبرز ذلك التواصل مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ،عملاً بقول الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) . كما قامت الهيئة بتكثيف البرامج التي دأبت الهيئة على تنفيذها ضمن أهدافها وخططها السنوية والموسمية لتعريف غير المسلمين بالسيرة العطرة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والإجابة عن التساؤلات والشبهات. واهابت الهيئة بعموم المسلمين بالامتناع عن مشاهدة هذا الفيلم وما شابهه ، والكف عن تداوله نهائياً ، لأن في ذلك اشاعة لقالة السوء والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأكدت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته على القاعدة الإسلامية الثابتة بأنه لا تَزِرُ وازرةٌ وزرَ أخرى ، فلا يجوز تحميل أحد بريء مسؤولية إساءة غيره ، لأيِّ دعوى كانت ، وتؤكد أيضاً على ضرورة الحكمة والانضباط في ردود الأفعال ، وأن تكون على نهج حكيم ، بعيداً عن التهور والتصرفات غير المقدَّرة. وأردف الهيئة عن استنكارها لمحاولات الاعتداء على بعض السفارات بحرقها أو تخريبها والتي صدرت من بعض المسلمين ،وقالت إن هذا ليس من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هو مسيء لسمعة الإسلام ولرسالته عليه الصلاة والسلام ، وقد كان من الهدي النبوي احترام وحماية السفراء مهما كان الخلاف مع من أرسلهم ، كما يدل عليه تعامله عليه الصلاة والسلام مع السفراء . وتوجهت الأمانة العامة للهيئة إلى الله سبحانه بالحمد والشكر ، على ما يسَّر من مبادرة منظمات وجمعيات وقيادات قبطية إلى تفنيد محتوى فيلم المتطرفين ، ومطالباتهم بمنعه ومحاسبة من وراءه ، حتى إنَّ منظمات قبطية عددها مائة وعشرون حول العالم طالبت رسمياً بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم ، إضافة لقادة الأقباط بمصر. وقالت الهيئة هذا من تأييد الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ونصرته له ، فهيأ لذلك المسلمين وغير المسلمين ، وقد قال الله سبحانه: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) وهو أيضاً نوع كريم وشريف من العدل والإنصاف الذي تتابع عليه عدد من أهل الكتاب من عهد المصطفى عليه الصلاة والسلام وإلى يومنا هذا ، سواء اعتنقوا الإسلام أم لم يعتنقوه ، كما فعل هرقل ملك الروم ، وكما فعل النجاشي ملك الحبشة ، وغيرهم كثيرٌ وإلى يومنا هذا. وعبرت الأمانة العامة للهيئة عن تقديرها للمواقف المشرفة من قبل المنظمات والقيادات القبطية بمصر وخارجها ، الذين بادروا بإنكار ما تضمنه الفيلم المشار إليه من نوايا خبيثة ومقاصد سيئة ، مستذكرين في هذا المقام الوصية النبوية الخالدة ، حيث يقول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام: " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، أَوْ قَالَ: ذِمَّةً وَصِهْرًا " رواه مسلم في الصحيح. وعبرت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي في ختام بيانها عن اعتزازها بما أبداه المسلمون في أرجاء العالم من غيرة صادقة ونُصرة كريمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتذكِّر بأن محاولات الإساءة لمقام النبوة ليست بجديدة ولن تنقطع ، بيد أنَّ الواجب هو الثبات على سنته عليه الصلاة والسلام والاهتداء بهديه ونصرته بالوسائل المشروعة وتعريف العالمين به.