أكد السفير محمد بن احمد طيب مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة أن أزمة مسلمي مينمار محط اهتمام كبير منذ نشوب الأزمة والتي أدت إلى تهجير وتشريد للروهينغا من ديارهم تحت نظام جائر. وقال لدى استقباله بفرع وزارة الخارجية بجدة أمس وفدا كبيرا من أبناء الروهينغا المقيمين بمنطقة مكةالمكرمة إن أعداد الجالية نمت في الآونة الأخيرة من بضعة آلاف إلى ما يقارب 600 ألف نسمة غالبيتهم العظمى في مكةالمكرمة ويشكلون 25% من سكان مكة. وأشار إلى انه صدرت التوجيهات السامية بتوفير الإقامة والعيش الكريم لهم إلى حين انتهاء قضيتهم وعودتهم إلى بلادهم، موضحا أن ما قامت به المملكة تجاههم أمر معلوم لدى كل أبناء الجالية «إلا اننا نسلط الضوء على الجهود الدولية التي بذلتها المملكة تجاه قضيتهم حيث ناقشت القمة الإسلامية الأخيرة في مكة قضيتهم ودرستها بإسهاب ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته أمام الوضع الإنساني الذي يعانيه الروهينغا». وقال إن الجهود الدولية تجاه تلك القضية أثمرت عن إصدار قرار دولي يقر بحقوق المواطنة فوق ديارهم بعد صدور قرار جائر من النظام الحاكم هناك بإسقاط حقوقهم الوطنية والمطالبة بطردهم وقتالهم وإخراجهم من مينمار. وبين طيب أن عددا من المسؤولين في عدد من الدول المؤثرة قاموا بزيارتهم للضغط على الحكومة هناك بمنحهم حقوقهم كمواطنين كما قامت المملكة بالتواصل مع الدول المجاورة للغرض ذاته كما تم تشكيل لجنة وزارية قبل 7 أشهر لمتابعة أوضاعهم، مشيرا الى انه على الرغم من أن النظام الحاكم في مينمار يواجه مقاطعة على المستوى الدولي إلا أن المملكة فتحت قنوات اتصال معه منذ 10 سنوات وشجعناهم على فتح سفارة لهم لخدمة المسلمين في هذا البلد. وأضاف: «سلطنا الضوء على الجهود الخارجية ولدينا اهتمام داخلي لتحسن أوضاعهم حيث يتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هذا الأمر باهتمام كبير وتم تشكيل لجنة من إمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارات الخارجية والتربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والجوازات لتنظيم أوضاعهم»، معتبرا أن التنظيم هو العامل الرئيسي للقضاء على أي صعوبات قد تواجه هذه الجالية بالمملكة. وقال: «لدينا في مكة نحو نصف مليون من أبناء الروهينغا يعيشون في أحياء ومجمعات عشوائية تشكل بيئة للجريمة والإرهاب والسلوكيات المنحرفة». واضاف مخاطبا ابناء الجالية: «انتم تشكلون جزءا من المجتمع المكي وفيكم الكثير من الصالحين وائمة المساجد وحفظة القران الكريم الا ان ذلك لا ينفي من يمارس سلوكا غير سوي وهذا يحدث في اي مجتمع في العالم وبتعاونكم نستطيع ان ننظم الوضع الداخلي المهم لاقامتكم فبعض من سكان مكة قد تذمر من بعض السلوكيات التي تصدر من بعض ابناء الجالية وبتضافر الجهود نستطيع ان نقضي على السلبيات وسوف تستمر اللقاءات والزيارات لما فيه خير الجالية وتوفير عيش كريم لهم حتى عودتهم الى بلادهم ان شاء الله». بعد ذلك جرى حوار مفتوح مع أبناء الجالية حيث استمع السفير محمد طيب الى مطالبهم وارائهم لنقلها للقيادة، وقدموا شكرهم الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وحكومة وشعب المملكة لما يجدونه من ضيافة وحسن استقبال فى الاراضي المقدسة وذووهم من عنف وتعسف في مينمار مثمنين تلك الجهود المعهودة.