يستعد العم، علي جبران حكمي للانتقال إلى الوحدة السكنية رقم «2727» بمقر إسكان الخارش في محافظة صامطة وهو واحد من خمسة مواقع تضم في مجموعها 6000 وحدة سكنية تشكل مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي بجازان. ويمضي العم علي جبران حكمي صوب وحدته السكنية بعد استلام مفتاحها عبر ممرات حديثة تم رصفها بعناية ودقة، وقد انتشرت على جنباتها عشرات الوحدات السكنية الحديثة وهو يسترجع ذكريات الماضي في منزله القديم في قرية أبو الرديف التابعة لمركز القفل بمحافظة صامطة، وتفصل بين ذلك المنزل في قريته أبو الرديف وبين وحدته السكنية في إسكان الخارش مسافة زمنية شاسعة لم يأمل الرجل ذو الخمسة والثمانين عاما أن يجتازها في تلك المرحلة القياسية، فرغم معاناة الترحال خلال الثلاث السنوات الماضية إثر أحداث الحد الجنوبي إلا أن الوحدة السكنية التي تقله الآن رسمت ابتسامة عريضة على محيا الرجل. ويدلف حكمي إلى منزله الجديد عبر بوابة أنيقة ليطالع مرافق وحدته السكنية المتطورة وينعم فيها بحياة جديدة هو وأسرته التي تجد في هذا المرفق مرحلة متطورة من حياتهم بما تضمه من بيئة مثالية رائعة. وهنأ وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد العم حكمي باستلام وحدته السكنية الجديدة مداعبا إياه بضرورة الزواج بأخرى في هذا المسكن الجديد، فيما ابتسم الثمانيني محتضنا الدكتور السويد. وفيما تساءل العم علي جبران حكمي عن التعويضات المالية عن منازلهم وأراضيهم ومزارعهم، طمأن وكيل إمارة جازان العم حكمي والمواطنين بأن هناك لجنة تعكف حاليا على دراسة هذا الموضوع، مؤكدا أن إمارة منطقة جازان تسعى جاهدة لتكون التعويضات مجزية ومغرية للمواطنين مشددا على موقف الإمارة الداعم للمواطنين لينالوا التعويضات المجزية. ويعد الحكمي وعائلته واحدا من مئات الأسر التي تعيش حاليا مرحلة الانتقال الحديث من بيوتهم القديمة إلى هذه المدن الحضارية التي بدت مهيأة لاستقبال ساكنيها. ومثل مشروع الإسكان التنموي الذي أشرفت على تنفيذه مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي في كل من الحصمة ورمادا في محافظة أحد المسارحة، والسهي والخارش في محافظة صامطة، وروان في محافظة العارضة، شكل هدية قيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأبنائه المواطنين بجازان، حيث لفت النظر بجلاء أن ذلك المشروع بمواقعه الخمسة لم يكن مجرد وحدات سكنية فحسب بل مشروعات عملاقة شكلت مدنًا حضارية أبدعتها جودة الإنشاء وجدية العمل وحسن التخطيط. وقد شكل أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الوحدات السكنية إبان زيارته للمنطقة في الثاني من ديسمبر من العام 2009 م منعطفًا تاريخيًا ليس لدى المستفيدين من أبناء القرى الحدودية فقط بل لدى كافة أبناء المنطقة، فتلك المشروعات بدت الآن واقعًا رسمته أيادي الملك البيضاء وتحولت حضارة ماثلة للعيان يعيش الأهالي واقعها حاليا. ويشكل مشروع (إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي) بالمنطقة نقلة نوعية حقيقية ويعد حتمًا بيئة مثالية لأبناء الأسر المستفيدة من المشروع بل وستشكل نقلة نوعية متميزة لأبناء المنطقة، فوجود مثل هذه المدن الحضارية من شأنه أن يكون له مردودًا إيجابيًا على الحياة في جازان بكافة أشكالها اقتصاديًا واجتماعيًا.