ناشد خطيب جامع أم الخير بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس الطلاب بان تكون النية في دراستهم هي للعبادة قائلا: أيها الطالب أناشدك الله أن تنوي العبادة في دراستك، فإن طلب العلم أشرف العبادات. إذا دخلت مدرستك أو معهدك أو كليتك فانوِ بدراستك أن تكون لله عبدًا، وليكن شعارك: (اللهم اجعل علمي خالصًا لوجهك الكريم، اللهم أشهدك أني في عبادة)، لذا انوِ العبادة، وإذا ما نويت العبادة فطوبى لك أيها الطالب، تبتدئ من السابعة صباحا وأنت في أشرف عبادة إن نويت ذلك، وتستمر عبادتك وأنت على مقعد الدراسة، وأنت في باحة المدرسة تستريح من عناء الدرس، وأنت تأكل ما بين الحصص فأنت في عبادة، وأنت تؤدي واجباتك المدرسية في المنزل فأنت في عبادة إن نويت ذلك، فمن القرآن انطلق، ابحث في القرآن عن منطلقات لغاياتك العملية، وما ضلّ بعض من طلابنا إلاّ بسبب ابتعادهم عن القرآن ، التزموه تلاوةً وقراءةً وتدبرًا. والتزموا آداب الإسلام في مدارسنا، أيها الإخوة ادخلوا بعض مدارسنا لتروا الجدران موسّخة، ولتروا المقاعد مكسّرة، ولتجدوا النظافة معدومة، من الذي فعل هذا؟! هل هم أعداء الإسلام والمسلمين؟! لا، إنّهم بعض أبنائنا والذين لهم ولعٌ غريب في التخريب والإفساد، ألا يعلمون أن الله عز وجل يقول» وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ» ، لذلك نحن نطلب من كل الناس ومن كل الآباء أن يوجهوا أبناءهم إلى أن العناية بالمدرسة عبادة، ولأنه من يخرب في طُرق المسلمين ومرافقهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وقال: أبنائي الطلبة، لا بد من احترامكم لمعلميكم احترامًا غير منقوص، وعليكم أن تضعوا لأنفسكم حقيقة واحدة وهي أن هذا المدرس الذي يقف أمامكم ما هو إلا الوسيلة التي تزيدكم معرفة وإدراكًا يومًا بعد يوم، وإن احترامك -ايها الطالب - لمدرسك يدل على أنك تربّيت على الاحترام، وأنك تعيش في بيت محترم يُعَلّم أبناءه احترام الآخرين وعدم احتقارهم، مما ينعكس على سمعتك وسمعة عائلتك بكثيرٍ من الإعجاب والتقدير، فلا تسئ إلى نفسك وإلى أبويك بعدم احترامك لمعلمك، واعلم أن احترام الناس لك يكون بقدر احترامك لهم. وقال للمعلمين: إن المهنة التي تؤدونها مهنة عظيمة وباب واسع من أبواب نيل الحسنات والرفعة في الدرجات، وهنيئًا لكم هذا الشرف العظيم ألا وهو تعليم الناس الخير،لكن لا بد لكم من إخلاص مصاحب لهذا العمل حتى يتحقّق المطلوب، لأنّه لا يقوم عمل إلا بإخلاص. ونحن ننبه على هذا لأننا نرى بعض من شرفهم الله بهذه المهنة يضيعون كل ما يتاح لهم من أجر وخير بسبب تركهم الإخلاص،لذا فإن المدرس الذي يهتم بالتعليم فقط ويهمل التربية لا يستحق أن يكون معلمًا، ولا يستحق الخيرية؛ لأنه لا يعرف قيمة التربية والهدف من التعليم، هذه هي وظيفة العلم الأساسية: التربية. إنه يربي النشء ويعتبرهم أبناءً له، ويعتبر إصلاحهم من أولويات وظيفته وتربيتهم من مسؤولياته، وهو مع ذلك سيحْصّل ما يحصله غيره من مزايا مادية ويعيش عيشة مستقرة هنيئة.