يواجه العديد من طلاب جامعة الباحة المغتربين مع بداية كل عام أزمة ارتفاع أسعار السكن والإيجارات التي وصفوها بالمبالغ فيها ولا تتناسب وظروف الكثيرين منهم، واعتبر الطلاب أن ارتفاع أسعار الإيجارات من أهم المشكلات التي تواجههم مع بداية العام الدراسي، لا سيما وأن السكن هو أهم ما يشغل الطلاب، إذ إنه أصبح الشغل الشاغل لمعظم الطلاب الذين جاءوا من مناطق بعيدة من أجل الدراسة، مشيرين أن ارتفاع الأسعار يتزامن مع قلة عدد الشقق السكنية المخصصة لهم. وتسببت أزمة السكن لدى طلاب جامعة الباحة معاناة كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الشقق وتوجه العديد من المستثمرين إلى المراكز السكنية وتحديدها للعوائل. ويقول صالح الزهراني من محافظة المخواة: «إن الكثير من المجمعات السكنية والشقق المفروشة خصصها أصحابها للعوائل، وهو ما سجل تراجعًا كبيرًا في إيجار شقق للعزاب وارتفاع أسعارها». أمّا أحمد الغامدي «طالب في كلية الهندسة» فيقول: «نحن أربعة زملاء نسكن في إحدى الشقق المفروشة المكونة من غرفة وصالة ومطبخ، وندفع مبلغًا كبيرًا علمًا بأن هذه الشقة لا تستحق نصف المبلغ الذي ندفعه، كما أن هذا المبلغ يشكّل عبئًا إضافيًّا على أسرنا، ونرجو أن تدرك الجهات المعنية حجم المعاناة التي نعيشها». أمّا عبدالله الخثعمي فيقول: «عانيت الأمرّين حتى وجدت غرفة صغيرة ومتواضعة بسعر خيالي، حيث إن ارتفاع الأسعار ليس له مبرر يذكر، ولكن هو استغلال من قِبل بعض المستثمرين». ويتساءل الطالب علي الشهري، إلى متى نعاني من هذه الظاهرة؟ ومعظم الطلاب من خارج المنطقة والمكافآت لا تسد الاحتياجات، ولا يستطيعون مواكبة الإيجار المرتفع. أمّا الطالب فهد الشمراني بالسنة الأولى التحضيرية فيقول: «حاولت جاهدًا أن أجد شقة للإيجار تتناسب مع وضعي المادي، وقد صُدمت بالأرقام الضخمة التي يطلبها أصحاب الشقق، كما أنهم يطلبون دفعة مقدم الإيجار ستة أشهر على الأقل، وهذه كارثة أخرى أمامنا -نحن الطلاب- والذين نعتبر أقل من محدودي الدخل، ممّا اضطرني إلى السكن في إحدى القرى بعيدًا عن الجامعة بمسافة طويلة». الطالب يحي الزهراني يقول: «كوني لا أستطيع دفع إيجار شقة لجأت أنا وبعض الزملاء للسكن في غرفة واحدة بسعر خيالي، إذ يصل سعر الإيجار الشهري ألف ريال، متسائلاً عن أسباب تهميش موضوع السكن على الرغم من المعاناة الكبيرة التي يعيشها الطلبة كل عام، أي أنها أزمة موسمية ومستمرة يواجهها الطلاب المغتربون». متمنيًا أن تولي الجهات المسؤولة موضوع السكن الطلابي الأهمية القصوى. أمّا الطالبان عبدالله وخالد فهما يضطران للسفر بشكل يومي، ذهابًا وإيابًا من الطائف الى الباحة، ويقول سعد الغامدي: «لو نظرنا للأعوام الماضية كانت هناك إمكانية للسكن، وبمتنفس خاص في الأسعار. أمّا الآن فالوضع مختلف تمامًا، فلم يعد هناك شقق معروضة بسبب كثرة الطلب عليها من قِبل الطلاب والموظفين».