تدفع وزارة التربية والتعليم سنوياً بأعداد جديدة من المعلمين والمعلمات إلى داخل الميدان التربوي ، وبدون شك فإن مسألة أن تصبح ( معلما أو معلمة ) أمر عظيم جداً ، عظيم من حيث كونه أمانة والأخطر من ذلك إننا في زمن دلف فيه لهذه المهنة المئات من الذين لا يعطونها حقها أو لا يحسنونها ، إن مجرد دخولك للميدان كمعلم أو معلمة يعني إنك محاسب ومسؤول ومؤتمن على كل العقول التي أوكل لك مهمة تعليمها ومسؤول عن كل ( الدقائق والثواني ) ونحن في زمن تضيع فيه الأيام والأسابيع بشكل متعمد من قبل بعض المعلمين ، اعلم أيها المعلم إن الوقت الذي تقضيه أمام طلابك ليس ملكك وأي دقيقة تستغلها في أمور خارج ذلك فأنت ( سارق ) لحق غيرك وهم الطلاب ، اعلم ان دخولك لمجال التعليم لا يعني أن تتوقف عن تطوير نفسك علمياً في تخصصك وغيره من الأمور العامة فاستلامك للشهادة لا يعني إنك أصبحت عالماً كما يعتقد بعض المعلمين ، فإنه لمن المحزن أن يقف معلم للغة العربية أمام طلابه وهو ( لا يعرف مواضع همزتي الوصل والقطع ) وأمر مؤسف أن يتولى تدريس وتعليم القرآن الكريم ( من لا يحسن التجويد ) ، إن وقوفك ( أمام وبين وبجوار ومع ) طلابك يقتضي أن تكون قدوة في ( أخلاقك ) وليس بهرجة فقط ، وعندما أقول (أمام وبين وبجوار ومع ) لإن التدريس يقتضي ذلك فكونك معلما لا يعني أن تقف فقط أمامهم ، ليس شرطاً لكي تكون معلما متمكنا أن تستعرض نفسك أمام مديرك ومشرفيك بالمظاهر بينما طلابك ( لا يستفيدون شيئاً ) مع أن الطالب والطالبة هما محور العملية التعليمية ومن أجلهما أنشئت الوزارة بكاملها وتأتي أنت و ( تسلبهما حقوقهما ) ، أيها المعلم والمعلمة ليس صحيحاً أن المعلم القوي هو من ( يجعل الفصل ساكت صامت ) فهذا فشل وضعف ومقولة منتشرة بأن القوي هو من يلجم طلابه لذلك يفهم البعض أن من ضمن هذه القوة ( قمعهم حتى عن السؤال ) ! إن السيطرة على الفصل لا تأتي بالقوة والضرب بل بحسن إدارة الصف والتمكن من مادتك العلمية وإلمامك بها واحترامك لنفسك ولطلابك ، ايضاً أمر آخر هو الإستماتة من أجل الحصول على الإجازات المرضية ( حتى بدون مرض ) وهذا غش وخداع .. بعض المعلمين يجن جنونه إذا حُسم عليه ريال واحد ، لكنه بكل برود وسهولة يسرق دقائق ليست من وقته ومع مرور الأيام تصبح ساعات كبيرة مهدرة ( كانت حقا للطالب ) ، إن بعض المعلمين والمعلمات مطالبون اليوم ( برفع مستوى ثقافتهم ووعيهم ) فكونك أصبحت معلما لا يعني أن تتوقف بل ليس من حقك أن تتوقف عن الإطلاع في مجال التخصص والعلم وطرق التعليم ويجب عليك التحضير الذهني الكبير ليس لإلقاء الدرس بسرعة البرق بل لكي ( توصل ما تريد لطلابك وتترك أثرا مفيدا وطيبا عليهم ) فالكثير من المعلمين نسمع منهم ( ما يحتاج تحضير ) وهذا خطأ فالمقصود ليس التحضير الكتابي الذي ترضي به مديرك بل إعداد ذاتك للدرس وليس لتلميع نفسك عند مديرك . وفي الختام نسأل الله التوفيق للجميع . علي عويلي الرحيلي – المدينة المنورة