بعد أن استعرضنا في الحلقات الأربع الماضية قصصًا مأساوية لعدد من اللاجئين السوريين تتعلق بالاعتداء على النساء، وتعذيب الأطفال، وحرق المسنين والشباب وهم أحياء، فضلًا عن إطلاق النار على المشيعين لأمواتهم، نلتقي في هذه الحلقة عددًا من ضباط النظام المنشقين، والذين لم يرقهم عمليات القتل المستميتة، وقد كشفوا للمدينة عن افتعال النظام فتنة طائفية حتى يضمن استمرار ولاء غالبية ضباطه من العلويين للبقاء حتى آخر نفس، كما لفتوا إلى تخصيص الأسد الفي ريال مكافأة مقابل كل قتيل، ومشاركة ضباط من إيران وحزب الله في تدريب العسكريين السوريين وتعهدهما بالحفاظ على نظام الأسد. ولم يستبعدوا وجود جواسيس للنظام السوري في مخيمات اللاجئين ومحاولة توجيه ضربات للمقيمين فيها. في البداية يقول ابو اسامة ضابط برتبة عميد كان يعمل في القصر الجمهوري السوري: في بداية العمليات العسكرية كان الأمن يتعامل مع المتظاهرين، ومع تزايد أعدادهم وتوزعهم في كل مناطق سوريا ولعدم كفاية الأمن قرر بشار الأسد فجأة إدخال الجيش لقمع المظاهرات بإشراف الأمن مباشرة. وبدأوا في انزال الحواجز وادخال كتائب الدبابات والمدفعية والمشاة، ويتراوح عدد كل كتيبة بين (300-400) عسكري والسرية الواحدة (110) عسكريين. وكان المستفيد في البداية رجال الأمن الذين كانوا يداهمون البيوت لسرقة الذهب والمجوهرات والاموال واذا حمل أي شخص مبلغا سيوجه له تهمة دعم المسلحين على حد تعبير أمن النظام. وعند اندلاع المظاهرات وتحديدا من منطقة «درعا» قام الأمن والجيش باحضار سيارات مدججة بالأسلحة حتى يخرج النظام السوري ويقول أن هناك مسلحين في المنطقة وحينها قام الشيخ أحمد الصياصنة بارجاع السيارات للجيش والأمن وأبلغهم بأن مظاهراتهم سلمية. وبدأ النظام السوري باختلاق قصص عن فتنة طائفية بين السنة والدروز على قناة «الدنيا» الطائفية البحتة ولكن مخططهم لم ينجح، وللأمانة أن حزب الله كان له دور في التفرقة العنصرية وتشويه الاسلام بقصص غريبة. اثارة الفتنة وقال أبو أسامة إن الأمن والجيش كانوا يتلقون الأوامر بقتل عدد معين من الأشخاص العزل يوميا وذلك لادخال الرعب في نفوس الناس في درعا وكان يعطي الأوامر بالقتل رئيس الجمهورية تحديدا وعائلته من آل مخلوف. وأفهم النظام العلويين الموجودين بسوريا بأن السنة اذا تولوا الحكم في سوريا وهم يمثلون 80% من الشعب السوري فسيقضون عليهم. وعند ظهور مظاهرة بني ياس خرج النظام السوري على قناة الدنيا وأوضح للعالم أن الطائفة السنية أطلقت شعارات «العلوي على التابوت والمسيحي على بيروت» على غير الحقيقة، ولكن هدف النظام إثارة البلبلة والفتن وجلب أكبر عدد من الأقليات لحماية مناصبهم وأنفسهم. ولفت أبو أسامة بأن بعض العلويين والذين التفوا حول الأٍسد أساءوا للطائفة العلوية كاملة مشيرا إلى أن 80% من ضباط الجيش من هذه الطائفة وينفذون هذه الأوامر الرئاسية خوفا على مناصبهم. وكشف عن مشاركة قوات من الجيش الإيراني وحزب الله في تدريب الضباط العلويين والمتطوعين على مراكز الحرس الجمهوري والأمن والفرقة الرابعة موضحا أن مراكز التدريب تقع في جديدة الشيباني. وتضم كتيبتين الأولى بقيادة العقيد تيسير خليل والثانية بقيادة العقيد قصي محمد. وقال ان الرئيس السوري توجهه والدته في كل عملياته وأوامره مشيرا إلى انه خصص نصف أرض الحرس الجمهوري لمزارع أبقاره بدلا من تدريبات الحرس الجمهوري لشن هجوم على اسرائيل. وقال أبو اسامة ان الدبابات التي خصصت لقصف الجوامع في سوريا من نوع «شيركا» وليس دبابة أي 72 ونوع القذائف فيها خارقة للدروع أو متفجرة، وأول من قصف المساجد عقيد بالحرس الجمهوري. وكشف بأن حينما كانت تأتي الوفود للوقوف على الاوضاع في سوريا كان يقومون بتخبئة الدبابات واصطناع أصوات انفجارات بمكان ما حتى يتم توجيه الوفود اليه ويقوموا هم بالقتل في منطقة أخرى في ظل وجود اللجان. وعن القتل الجماعي والمجازر كشف ابو أسامة بأنه يتم على حسب الهوية الطائفية فالملاحظ أن هويات السوريين نوعان: السنية ويوضع فيها خطان تحت الرقم الوطني، والعلوي خط واحد فقط. ولم يستبعد وجود أناس مزروعين في المخيمات من النظام السوري ليعملوا كجواسيس وأستشهد بالأمن الأردني الذي ألقى القبض قبل شهر على اثنين في لباس نساء دخلا مخيم البشابشة وكانا يحملان سمًا ليضعاه في خزانات المياه ليسمموا اللاجئين ويتهموا الأردن والسعودية وقطر بهذه الجريمة. كما قام النظام السوري بإرسال اثنين اخرين لوضع متفجرات في سيارة نضال البشابشة أحد الأردنيين الشرفاء الذي قام بإيواء اللاجئين السوريين في مساكنه الخاصة ولكنه تم ضبطهم. مكافأة عن القتل وأوضح أن كل محافظات الجمهورية يقتل فيها عدد من المواطنين بأوامر من الأسد شخصيا وبعد ظهور هذه الأرقام يقوم بانكارها مع علمه بحقيقتها وكان يعطي الشخص الذي يقتل ألفي ليرة مقابل كل قتيل كمكافاة وكان القادة الذين يحققون ارقام قتل في السنة هم من يتدرجون في الترقيات عنده. وقد امر بشار الأسد بتسليح كل علوي وشيعي وبعض المسيحيين شرط قضائهم على أهل السنة. وأكد ابو اسامة أن النظام زائل لا محالة ويجب معاقبة كل من شارك في قتل الأبرياء السوريين، مؤكدا أن أكثر من 200 ألف لاجي تركوا منازلهم ليس من أجل المال بل الحرية والعدالة. واختتم حديثه بأن ميليشيات إيران وحزب الله ما زالت موجودة في سوريا وأنهم تعهدوا لبشار الأسد بعدم زوال نظامه لانه ركيزة أساسية في الهلال الشيعي بحسب زعمهم. وناشد العلويين بالوقوف مع اخوانهم السنيين في سوريا. وقال ان أكثر من 1000 عسكري منشقون بالأردن في مخيم العليان لايستلمون رواتب كما أشيع ومعظهم يعاني من عدم امتلاك مبالغ مالية لشراء عصير أو ماء. من جهته قال أبو محمد وهو ضابط منشق من الدفاع الجوي إنهم كانوا يتلقون الأوامر بقصف المساجد والمزارات الاسلامية ويبتعدون عن قصف الأحياء التي تقطنها الطوائف العلوية والشيعية والمسيحية، وقال ان النظام وضع خطة لقصف المناطق الحدودية وتحديدا اللاجئين الهاربين باتجاه تركيا ولبنان والأردن.