وصلني عبر فضاء الانترنت قائمة بمن أسموهم عباقرة العصر الإليكتروني، وهم كذلك فعلا. القائمة تبدأ بأسماء مخترعي الإنترنت فينت سيرف وبوب خان، ثم تيم بيرنير مخترع الشبكة العنكبوتية التي يسبح في فضاءاتها كل يوم مئات الملايين من الأشخاص، فقربت البعيد واختزلت الوقت وحطمت كل الحدود والعوائق. وتستمر القائمة المحدودة عددا الواسعة إنجازا واختراعا. يا إلهي كيف يمكن للعالم اليوم أن يستغني عن البريد الإليكتروني (الفوري)، أو أن يعيش دون (فيس بوك)، أو يتجاهل (تويتر)، أو يتناسى أن ثمة مقاطع بالصوت والصورة ينقلها يوتيوب! هل ينسى التاريخ الحديث إنجازات مؤسسي مايكروسوفت العملاقة، وجوجل الهائلة، وياهو المذهلة! بإمكاننا اليوم أن نتسوق عبر (أمازون) فنشتري كل شيء تقريبا، وبمقدورنا قراءة أي كتاب عبر مخترع عظيم اسمه الكتاب الإليكتروني. هل ننسى ستيف جوبز الذي قلص جهاز الكمبيوتر ليضعه في أيدينا هاتفا جوالا ذكيا، وليشعل حربا تنافسية تستفيد منها البشرية جمعاء! لكن ما الذي يجمع بين كل هؤلاء العباقرة؟ وما هو الحافز الذي صنع هذه التي تكاد تقترب من (المعجزات) أو (الخوارق)، والتي ما كانت لتخطر على عقل بشر قبل 20 عاما فقط! أهو اللون أم العرق أم المال! ليس أيا من هذه، فالقائمة فيها من الغرب والشرق، ومن الشمال والجنوب، ومن أعراق مختلفة. لكن من الثابت أنها البيئة التي احتضنت هؤلاء جميعا، فأعطوا وأبدعوا وأنتجوا! إنها أرض الفرص كما يحب أهلها أن يسموها. وهي كذلك لأنها أنتجت للبشرية مخترعات أخرى كثيرة قبل بلوغ التقنية الإليكترونية ما بلغته اليوم.. بدءا بالكهرباء والسيارة والطائرة، وانتهاء بكشوفات العلم والطب والمعرفة بصنوفها. إنها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي وظفت كل ما أتيح لها من موارد بشرية ذكية، فجمعتها في وعاء علمي وتقني غير مسبوق، ثم أردفته بسلسلة من الأنظمة الرائعة المتكاملة التي تحفظ حق الفرد في التفكير والإبداع، فكانت هذه العصارة المتألقة من الكشوفات والاختراعات والتقنيات.البيئة الأمريكية درس كبير لمن أراد أن يتعلم صناعة العقل المبدع والفكر المنتج وليكون أبدا في الطليعة علما وقوة ومكانة. [email protected]