سؤال اليوم وغدًا اليوم نطرح سؤالين «السؤال التاسع والعشرين، والسؤال الثلاثين» ونتلقى الإجابة عليهما كالمعتاد حتى منتصف الليل، ثم نعلن الإجابة الصحيحة وأسماء الفائزين على إذاعة نداء الإسلام. ظلت الهجرة من مكة إلى المدينة ماضيةً، والرسول صلى الله عليه وسلم يحثُ المسلمين عليها حتى السنة الثامنة للهجرة عندما فتح النبي الكريم مكة وحرّرها من الشرك، فعادت دار الإسلام، عندها توقفت الهجرة.. فلا هجرة بعد الفتح. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: «لاهجرة بعد فتح مكة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا». قال الخطابي وغيره: كانت الهجرة فرضًا في أول الإسلام على من أسلم، لقلة المسلمين بالمدينة وحاجتهم إلى الاجتماع، فلما فتح الله مكة دخل الناس في دين الله أفواجًا فسقط فرض الهجرة إلى المدينة، وبقى فرض الجهاد والنية على من قام به، أو نزل به عدو. وكانت الحكمة أيضًا في وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى ذويه من الكفار، فإنهم كانوا يعذبون من أسلم منهم إلى أن يرجع عن دينه وفيهم نزلت: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ِإلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)). لكن هذه الهجرة باقيةُ الحكم في حق من أسلم في دار الكفر وقدر على الخروج منها، وقال الإمام النووي: الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة. ويبقى للأمة الهجرة التي يقصد بها صاحبها المعونة على طاعة الله وهو ما يوضحه قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». كانت الهجرة النبوية الميمونة ولازالت حدثًا تاريخيًا عظيمًا من أحداث أمتنا، إذ كانت نقطة تحول حاسمة في ذلك التاريخ، نقطة انتقال من ضعف واضطهاد وتشتت إلى قوة وبناء ومن ثم انطلاق نحو قيام دولة الإسلام في وطنها الآمن.. طيبة الطيبة. وهذا ما دفع الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتخليد ذكرى الهجرة بأن جعلها بداية تاريخ المسلمين، بداية التقويم القمري الهجري، حيث بدأ به العمل في يوم الخميس في العشرين من جمادى الآخرة من السنة السابعة عشرة للهجرة النبوية الشريفة والتي كانت الاثنين الثامن من ربيع الأول الموافق للعشرين من سبتمبر (أيلول) من عام 622 ميلادية. وقد اختار الفاروق رضي الله عنه شهر المحرم ليكون بداية السنة الهجرية وكانت هذه البداية غرة محرم يوم الجمعة وبذا يكون التقويم الهجري قريب عهد بالحدث الذي ارتبط به ولا يفصله عنه إلا بضع سنين على خلاف التقويم الجريجوري الشمسي والذي يبتعد العمل به عن الحدث الذي ارتبط به عدة قرون وهو ميلاد المسيح عليه السلام. السؤال التاسع والعشرون: توقفت الهجرة بعدما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ففي أي سنة كان ذلك الفتح؟. الخيارات: 1 السنة الثانية من الهجرة. 2 السنة الثامنة من الهجرة. 3 السنة العاشرة من الهجرة. السؤال الثلاثون: بعد كم عام من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد التقويم الهجري للمسلمين؟. الخيارات: 1. بعد سنة من وفاته صلى الله عليه وسلم مباشرة. 2. بعد سبع سنين من وفاته صلى الله عليه وسلم. 3. بعد سبع عشرة سنة من وفاته صلى الله عليه وسلم.