في أمريكا نظّم مجموعة من الفتيان والفتيات البدناء حملة هدفها التشجيع على الاحتفاظ بالأوزان الزائدة، والتصدّي لكل برامج الرجيم والدعوات إلى الرشاقة والنحافة. هذه الفئة من الشبّان وصلت إلى قناعة بعدم قدرتهم على إنقاص أوزانهم، وبلغوا أقصى درجات اليأس، فقرروا إقناع المجتمع بضرورة العودة إلى زمن مضى، كان التباهي فيه بالأجسام الكبيرة المكتنزة شحمًا ولحمًا، فيكونون هم أول المستفيدين عندما تتحوّل نظرة الإعجاب إلى السمين والسمينة، فيرتاحون من الوضع النفسي السيئ الذي يعيشونه. ذكّرني فعل هؤلاء الأمريكان بحال القائمين على شؤون الرياضة والشباب في بلدي العزيز، فبعد أن كانوا يولون الأنشطة الرياضية والشبابية في المدارس والأندية جل رعايتهم، حوّلوا اهتمامهم إلى كرة القدم فقط وعلى استحياء بعض الألعاب المختلفة، أمّا الأنشطة الأخرى الجماعية والفردية بشقيها (القوى والقوة) فأصبحت أثرًا بعد عين، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.. تصوّروا حتى المراكز الصيفية والتي تقتصر فعالياتها على أشهر الصيف كانت في الماضي تقدم لنا أبطالاً في مسابقات العدو، ورمي القوس، والرمح، والقفز الثلاثي، والعالي، والسباحة، والدراجات ... إلخ. الآن وبعد أن أسدل الستار على أولمبياد لندن 2012م وفيما يذرف الأبطال العالميون دموعهم بفرحة الإنجاز، وارتفاع أعلام بلدانهم في المحفل الدولي اكتفينا نحن بتجرع ألم الحسرة، والندم على الإخفاق في وجودنا المشرف في مثل هذه المحافل. ويا سبحان الله فإننا لا نتذكر أننا مهملون ومقصرون في هذا الجانب الحيوي الهام إلاّ عند انطلاق أي دورة أولمبية وسرعان ما يختفي هذا الشعور بمجرد انطفاء شعلة الأولمبياد ويرحل الأبطال إلى ديارهم محمّلين بالذهب والفضة والبرونز. مازال هناك ضوء في آخر النفق من الأمل قد يحفز أصحاب الشأن على إطلاق حملة وطنية غايتها تشجيع الشباب على ممارسة مختلف أنشطة أم الألعاب، ولن يتم هذا إلاّ بتهيئة البيئة الصالحة لممارسة الأنشطة الرياضية بكل أنواعها في المدارس، والأندية والمراكز الرياضية، وملاعب الأحياء، والساحات الشعبية مع الاستعانة بالقدرات التدريبية اللازمة من وطنيين، ومتعاقدين، وأنا على يقين أن لدينا الكثير من المواهب التي تنتظر الفرصة لنصنع منهم أبطال نفتخر بهم، وبكلفة لا تتجاوز نصف ما يدفع على كرة القدم التي عانينا منها كل أنواع الإحباط. فاصلة: يخطئ من يعتقد أننا بالغنا في الفرح بالميدالية البرونزية التي حصل عليها فرساننا الأبطال في أولمبياد لندن فهذا الإنجاز حضر من أمام فرق عالمية، ومتمرسة في هذا المجال، وأنصح من يُفكِّر بهذه الطريقة أن يَتعلَّم كيف يُشجِّع لا أن يمارس الإحباط، وتحجيم الإنجاز. [email protected]