أكثر الصفقات ربحية أن نعوض ما نخسره في فترة طويلة خلال ساعات ، و أكثر استثمار للطفرة حين نحقق أرباح سنوات خلال ساعات ، طفرة كبرى أثمن من طفرات العقار و أربح من صفقات الأسهم ،(إنا انزلناه في ليلة القدر * و ما أدراك ما ليلة القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر * سلامٌ هي حتى مطلع الفجر) . ليلة تعدل ألف شهر أو ثلاثا وثمانين سنة ، و إذا ما حسبناها جيدا وجدنا أن متوسط أعمار أمة المصطفى عليه الصلاة و السلام تقع بين الستين و السبعين سنة ، و ليلة القدر المتجاوزة بفضلها أكثر من ثمانين سنة تعدل عمرا أطول من هذا المتوسط ، فهل يعقل أن نفوت الفرصة و يمر هذا العمر الطويل في هذه الليلة العظيمة دون أن نمرغ جباهنا في التذلل لله عز وجل و دون أن نحييها حمدا و شكرا و استغفارا و طلبا للعفو. ليلة واحدة كفيل قيامها بغفران ما تقدم من الذنوب كما وعد المصطفى صلى الله عليه و سلم «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» ، ليلة في فواتها فوات للعمر و خسارة فادحة لا تعوض فمن يدري هل نبقى لنبحث عنها في رمضان قابل ؟ ليلة إن فاتنا أن نقضيها في حضن الحرم المكي أو بجوار المصطفى فمن الخسران المبين ألا نقضيها ركعا سجودا في كنف القرآن الكريم و إن فاتنا هذا و ذاك فلا أقل من أن نبر أنفسنا بوصية رسولنا الكريم لأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر أنها حين سألته رضي الله عنها : «يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ فقال عليه أفضل الصلاة و أتم السلام : "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"» اللهم مُنّ علينا بقيام ليلة القدر ، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا . [email protected]