قال سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: «إن صدقة الفطر -زكاة الفطر- لابد أن تخرج من طعام أهل البلد من الأرز أو البر أو الشعير أو الأقط أوالزبيب، ولا يجوز إخراجها نقدًا «قيمة» لأن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج صدقة الفطر من طعام أهل البلد صاعًا من شعير أو زبيب أو أرز، وأنها زكاة مفروضة على كل مسلم ومسلمة أدرك اليوم الأخير من شهر رمضان، وإننا أمرنا بها من رسول الله، وهي مفروضة على المسلمين عمومًا ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا، الحر والعبد، يخرجها المرء عن نفسه وعمن يعول من زوجة وأولاد ومن ينفق عليهم، واستحب أمير المؤمنين عثمان بن عفان أن تخرج على الجنين في بطن أمه، وأضاف المفتي العام في خطبة الجمعة التي ألقاها بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض وخصصها للحديث عن ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان وصدقة الفطر قائلاً: «إن صدقة الفطر لها حكمة عظيمة فهي للفقراء والمساكين ليطعموا في يوم العيد «طعمة للفقراء والمساكين» وتكفيرًا عن الصائم لما وقع منه من اللهو والرفث في شهر رمضان، وأشار إلى أن أداءها يكون قبيل صلاة العيد، ومن أداها قبل العيد بيومين فهي مقبولة، إذا كان يخشى الزحام، أما من أداها بعد صلاة العيد فهي تعد صدقة وليست زكاة فطر، وطالب سماحته المسلمين جميعًا من تجب عليهم صدقة الفطر تأديتها في وقتها ولمن وردت بحقهم ممن يستحقونها، مشيرًا إلى كثرة المحتاجين في العالم الإسلامي، وقال: لو وزعت صدقة الفطر على هؤلاء لأدخلت عليهم الفرح والسرور. وقال المفتي العام: «إن هناك بعض الناس من لا يشعرون بأهمية أوقيمة زكاة الفطر ولا يعطونها وزنًا لأنه يعيش في نعمة وخير ولا يشعر بالفقراء والمساكين وهذا خطأ كبير لأنها زكاة واجبة، ثم تحدث المفتي العام عن الصنف الذي تخرج منه فقال: إنه كما ورد عن رسول الله من طعام البلد الذي تعيش فيه من طعام الآدميين من الأرز والزبيب والشعير والأقط أي من القوت الذي يقتات به أهل البلد المسلم، وتخرج صاع بصاع النبي والذي يقدر بثلاثة كيلو جرامات من الأرز أو البر أو الأقط، أما من يخرجها قيمة 10 أو 15 ريالا فإن هذا القول لم يرد عن رسول الله ولو كان إخراجها قيمة لجاء في الحديث، ومن ثم لا يجوز إخراجها نقدا، ووقتها قبيل صلاة العيد ومن خشي النسيان أو الزحام يخرجها قبل العيد بيومين ومن ثم يبدأ إخراجها من الخميس القادم، وطالب المفتي العام أن تخرج من أطيب الطعام وأجوده، وألا تعطى لمن يقومون ببيعها بأقل من سعرها ممن يقفون في الطرقات وعند باعة زكاة الفطر ويتلقفونها ويبيعونها ثانية بأرخص الأثمان فهؤلاء لا يستحقونها، كما حذر ممن يجمعون زكاة الفطر من المسلمين ثم لا يستطيعون توزيعها على المحتاجين والمستحقين في وقتها، وقال على المسلم أن يبحث بنفسه عمن يستحقها ويجتهد. وأكد المفتي العام على ضرورة الإكثار من العبادة والدعاء والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة في العشر الأواخر من رمضان وتحري ليلة القدر في أيام الوتر من العشر الأواخر، والجد والاجتهاد في هذه الأيام اقتداءً برسول الله، وقال: إنه لم تحدد ليلة القدر في ليلة محددة بل تتحرى في وتر العشر الأواخر من رمضان وهي ليلة خير من ألف شهر.