حث الداعية الدكتور محمد العوضي كل أفراد المجتمع المسلم بجميع شرائحه العمرية والثقافية إلى استعادة قيمة "الرحمة" في كل المعاملات اليومية مشيرا إلى أن أسلوب الرفق واللين واللطف، في الدعوة والمعاملة شديد الوضوح والعمق، في الإسلام، وفى أخلاق نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، ومنها ما رواه مسلم عن عائشة: "أن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه". وأوضح أنه روي عن عائشة رضي الله عنها: قالت: "ما خير رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله لنفسه، في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله تعالى". وقال العوضي في برنامجه الرمضاني "بيني وبينكم" الذي يُعرض على قناة "الرأي": "هل تعرفون معنى أحن للقلوب من كلمة الرحمة، تخيل لو جفت قلوب البشر من الرحمة، فأنت إنسان مكون من جسد وعقل ونفس وروح وفؤاد وبهذا المجموع يكون الكيان المتفرد.. مهما كنت ونزعت عنك الرحمة فإنك تفقد جوهرا عظيما من شخصيتك". وأضاف: "قد تكون إنسانا في روعة الأداء الفني أو التقني أو المهني، وقد تكون متوقد الذكاء أو عقلية كيمائية أو فيزيائية ولكن عندما يخلو قلب الإنسان من الرحمة فإن كل هذا الذي تراه سواء في عالم الطب أو في عالم الفيزياء والفلك أو في عالم الرياضة سيتحول إلى قسوة، وستلحظه أنت وأنا في المنزل والشارع ومحيط العمل، وتشعر أن سلوكيات الناس كأنها "ريبوتات" تتصرف بلا مشاعر ومن ثم سنخسر كثيراً". وأشار إلى أن إنسانا بلا رحمة يساوي إنسانا بلا قلب، وبالتالي علاقات جافة مما يُغلب الصراع ويقدم الانتقام ويرجح كفة الماديات على قيمة الرحمة التي هي من صفات الله جل وعلا، وأكد أن الإسلام دين الرحمة ،دعا إلى الرفق، وحذر من العنف، في الدعوة والتعامل حيث قص القرآن قصة البقرة، التي حدثت في بني إسرائيل، ثم عقب عليها بتوجيه الخطاب لهم بقوله: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله، وما الله بغافل عما تعملون). وذكر العوضي أن أمة الإسلام مأمورة بالرحمة، وموصوفة بها، بل إن رسالتها نفسها قائمة على الرحمة، كما جاء في القرآن الكريم، فقد خاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الأنبياء بقوله، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).