(اسمى نجود، عمري 10، وأنا مطلقة).. هو كتاب يُعرض ويُباع الآن في أكبر المكتبات العالمية (بارز اند نو باز) وهى قصة حقيقية على حدود بلادنا، وكما تصف مقدمتها الكاتبة في اليمن -المعروفة قديماً بالسعيد- بلد الملكة سبأ التي تزوجها نبي الله سليمان عليه السلام. تروي نجود علي اليمنية قصة اليأس والبؤس، والمخدرات والاعتداء، والصفع والضرب والتسوّل، وانتشارها من السنة الثانية الابتدائية، وغصبها على الزواج في سن العاشرة، وكيف استطاعت أن تذهب بنفسها إلى المحكمة في صنعاء وتطلب الطلاق وتكسب القضية. وقد تسببت في سجن أبيها لفترة بسيطة والذي باعها بسبب الفقر والجهل والحاجة بمبلغ 750 دولارا. ويتكرر في الكتاب ذكر زواج النبي عليه الصلاة والسلام للسيدة عائشة وهى ذات 9 سنوات. تقول نجود: هناك مثل شعبي معروف في اليمن يقول: (إذا أردت حياة زوجية سعيدة، فتزوج من ابنة التسع سنوت).. هذا هو التراث التاريخي الذي عرفناه!!. جزى الله الرواة عنّا خير الجزاء ليوم الدين، لكنهم يظلّون بشراً غير معصومين من السهو والخطأ والنسيان، فليست رواياتهم قرآنًا كريمًا، وليت كل من يتزوّج يتشبّه بمودة ورحمة وألفة وعدل النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة وزوجاته من بعدها. تتحدث نجود عن الطبقية الذكورية في مجتمعها، فالذّكر يأمر وينهى ويضرب، وتحدثنا عن أخيها (محمد)، وليت اسمه لم يكن (محمد)، لأن اسم محمد شرف ومسؤولية، والقوامة والتفضيل أحد شروطها «الحماية والإنفاق»، وهو شيء افتقدته نجود حين كانت تؤمر أن تتسوّل في شوارع اليمن لتأتي بقوت الأسرة!!. إن قصة نجود قصة عرفها العالم الغربي، وقد نالت جوائز عالمية لجرأتها، وقد وضع قانون الزواج للإناث والذكور بعد قضيتها بمنع زواج من دون 17 سنة. لقد سلبت نجود براءة الطفولة وأبدلت بكوابيس مرعبة!!. في نهاية القصة تقول نجود: (وقد ساعد ريع كتابها في تمكينها من إكمال تعليمها والنفقة على أسرتها، وأن حلمها أن تصبح محامية لتحارب زواج القاصرات، والذي جعل 70٪ من النساء في اليمن غير متعلمات، حسب دراسة في جامعة صنعاء. (ويشكل أحد أهم أسباب حدوث الإعاقات لدى الأطفال، وهذا أيضاً ما أكدته وزارة الصحة السعودية).. د. سهيلة زين العابدين.