لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء، وما كان ينالهم من التعذيب والإهانة، وأنه لا يقدر أن يمنع عنهم ما يصيبهم، نصح المسلمين بالخروج إلى أرض الحبشة، وفي تلك الظروف الحرجة كانت هجرة المسلمين إلى الحبشة فراراً بدينهم من بلاد الفتنة إلى بلاد الأمان إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن فيها ملكاً لايُظلمُ عندهُ أحدُ، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتُم فيه». من الثابت أن المسلمين هاجروا إلى الحبشة مرتين، وكانت الهجرة الأولى في شهر رجب من سنة خمس من المبعث، وهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة خرجوا متسللين سراً حتى انتهوا إلى الشعيبة، منهم الراكب ومنهم الماشي، ووفق الله تعالى المسلمين ساعة جاءوا الساحل سفينتين للتجار حملوهم فيهما إلى أرض الحبشة بنصف دينار. وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره ما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها (ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حينذاك) وكانت ضمن من هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، حيث قالت: «لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتنوا كما ذكرنا، قالت: فخرجنا إليها أرسالاً حتى اجتمعنا بها فنزلنا بخير دار إلى خير جار آمننا على ديننا ولم نخش منه ظلماً» وفي هذا قال عبدالله بن الحارث – رضي الله عنه – قصيدته التي منها كل امرئ من عباد الله مُضطهد ببطن مكة مقهور ومفتُون إنا وجدناً بلاد الله واسعة تنجي من الذل والمخزاة والهوُن إنا تبعنا رسول الله واطرحُوا قول النبي وعالوُا في الموازين وكان عثمان بن عفان أول من خرج مهاجراً ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأورد الإمام البخاري حديثاً بسند موصل إلى أنس قال: «أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهما، فقدمت امرأة فقالت له: لقد رأيتهما، وقد حمل عثمان امرأته على حمار، فقال صلى الله عليه وسلم: «صحبهُما اللهُ، إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوُط». وبعد هجرة الحبشة الأولى بفترة قليلة شاع أن قريشاً قد أسلمت، وبلغ ذلك المسلمين وهم بأرض الحبشة، فرجع بعضهم إلى مكة فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحاً فرجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية. السؤال الثامن: من أول من خرج من مكة مهاجراً مع زوجته إلى أرض الحبشة ؟ الخيارات : 1 – عمر بن الخطاب. 2 – عبد الله بن مسعود. 3 – عثمان بن عفان.