تُعدّ صناعة الدلال من الحرف القديمة في الجزيرة العربية وكان الحرفيون يتفننون في وضع علامات على المقبض مثل عمل حزوز أو زخارف هندسية أو أن تحمل الدلّة اسم صانعها. العم أبوسالم يشرح لزائري قرية التراث ببرنامج أرامكو الثقافي الصيفي 2012 بالظهران أنواع الدلال والقهوة العربية وفوائدها، كما يقوم بتبييض الدلال وجليها أو ما يسمى (رب الدلال) أمامهم. الدلال ويقول: على الرغم من أنواعها المختلفة إلا أنها تتشابه جميعها في الشكل وأسلوب الصناعة فالقهوة لها بروتوكولات خاصّة وأوانٍ خاصة عند أهل البادية، إذ يجلبها بعض المُضيفين بأسعارٍ باهظةٍ طمعًا في السّمعة الحسنة. ويذكر أبوسالم أن هناك أنواعا عديدة فمنها الحساوية والعمانية والرسلانية والقرشية والبغدادية، وحول الأواني المستخدمة لصنع وتقديم القهوة يصنفها أبو سالم ل «المحمسة» وفيها تُحمّص القهوة أوّلاً على النار ثم تُطحن القهوة بواسطة إناءٍ معدنيٍ يُسمّى «النّجر» وتوضع في المطباخة ويتم بها غلي القهوة ودائما يكون غطاؤها مسطحا أما المبهرة وتسمى أيضا المزل، فهي الدلة التي تقدم بها القهوة للشرب ولقد تطوّرت هذه الأدوات الآن، فالنحر مثلاً تقابله المطحنة الكهربائية، و»المحمسة» تقابلها المحمصة الكهربائية، والدّلة تقابلها الحافظات أو التّرامس. ومن خلال الزائرين يرى أبو سالم أن متذوقيها مختلفون من ناحية المزاج والكيف فالبعض يفضلها سوداء والبعض الآخر بنية وأكثر المداومين عليها يوميا هم من فئة كبار السن. وتقدم في فنجان صغير فمه أوسع من قاعدته، ويضيف أن القهوة تعتبر رمزا من رموز الكرم عند العرب يفاخرون بشربها وتعد مظهرا من مظاهر الرجولة في نظرهم ويعقدون لها مجالس خاصة تسمى بالشبة أو القهوة أو الديوانية. العادات وعن عادات القهوة يجمع أبو سالم الأطفال حوله ويشير لهم إلى أن القهوة تُسكب للضّيوف وأنت واقف وتمسك بها في يدك اليُسرى وتقدم الفنجان باليد اليُمنى ولا تجلس أبدًا حتّى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة، بل وأحيانًا يُستحسن إضافة فنجانٍ آخرٍ للضّيف في حال انتهائه من الشّرب خوفًا من أن يكون قد خجل من طلب المزيد، وهذا غايةٌ في الكرم عند أهالي البادية. أما عند سكب القهوة وتقديمها للضّيوف يجب أن تبدأ من اليمين عملاً بالسّنة الشريفة، أو تبدأ بالضيف مباشرةً إذا كان من كبار السّن. والمُتعارف عليه أنّك تكرر صبّ القهوة حتّى يقول الضّيف «كفى» أو بِهَزّ فنجان القهوة، ويشترط أن تكون القهوة بالفنجان ليست مملوءة وإنما تُصب القهوة في الفنجان بنص مقدار الفنجان وتعتبر هذه آداب توارث عليها أبناء شبه الجزيرة العربية كافة في شرب القهوة.