تسارعت وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في سوريا أمس الخميس، غداة مقتل ثلاثة من أركان النظام، مع استخدام قوات النظام الدبابات لاقتحام أحياء في دمشق وسيطرة مقاتلي المعارضة على الحدود مع العراق ومعبر حدودي مع تركيا، في حين منع فيتو روسي-صيني مزدوج مجددا صدور قرار دولي يهدد بفرض عقوبات على دمشق. وفيما كشفت مصادر بالمعارضة السورية ودبلوماسي غربي إن الرئيس بشار الأسد موجود في مدينة اللاذقية الساحلية وانه يدير من هناك عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار قادته. اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس الهجوم الذي استهدف كبار مساعدي الأسد، بمثابة تحول تكتيكي لا بد وأن يكون له تأثيره في اتجاه الصراع الطويل في سوريا. يأتي ذلك، فيما توقع معارضون سوريون سقوط نظام الأسد خلال أيام معدودة، وأن الأسد يواجه خيارات الهروب أو الموافقة على التخلي عن السلطة ونقل سلطاته لنائبه. وقال القيادي بالمعارضة السورية سقراط البعاج ل »المدينة» إن النظام السوري أصبح الآن في أيامه الأخيرة، والأسد سيكون خارج القصر الرئاسي عما قريب، إما عبر استكمال الجيش السوري عملياته وتحرير الأراضي السورية من نظامه، وإما من خلال عملية سياسية على غرار النموذج اليمني. وأضاف سقراط أن عملية تفجير مبنى الأمن القومي السوري ربما تكون مقدمة لانقلاب من داخل النظام ولا سيما أن بعض المعلومات ترحج أن تكون العملية تمت من داخل قيادات النظام الأمنية وهدفها الأساسي تصفية بعض القيادات الكبرى التي تقف وراء العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، وأن هناك احتمالا آخر أن يكون التفجير تم بشراكة بين الجيش الحر وقيادات من داخل النظام. وبث التلفزيون الرسمي السوري الخميس لقطات للرئيس الاسد وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، الذي ادى اليمين الدستورية امامه. وصرح مصدر امني في دمشق أن «جنازة وطنية» ستنظم اليوم الجمعة للمسؤولين الامنيين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء، ولكن من دون أن يعرف ما اذا كان الاسد سيشارك فيها. وغداة تبنيه العملية النوعية غير المسبوقة في دمشق، حقق الجيش السوري الحر انجازا نوعيا بتمكن مقاتليه، للمرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف مارس 2011، من السيطرة على معابر حدودية مع كل من تركيا والعراق. وحصد العنف الخميس في سوريا ما لا يقل عن 193 قتيلا بينهم 77 مدنيا. وبلغت خسائر القوات النظامية ما لا يقل عن 47 قتيلا خلال اشتباكات في محافظات حلب ودمشق وريف دمشق ودرعا وادلب وحمص ودير الزور، بينهم 15 في حي القابون، بحسب المرصد. وفي نيويورك، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضيه. وهذه ثالث مرة خلال تسعة اشهر تستخدم فيها روسيا والصين صلاحياتهما كدولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا، لمنع صدور قرار يدين سوريا. وقد صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار ومن روما، اكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا أن نظام الاسد «يعيش ايامه الاخيرة»، محذرا في تصريح للصحافيين اثر لقائه وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي من أن الفيتو الروسي الصيني قد تكون له «تداعيات كارثية» على سوريا.