لم يتوقف النزاع بين السياسيين حول الثورة السورية أو الأزمة كما يحلو للبعض تسميتها بل تجاوز السياسة ليطال أهل الفن والفنانين لتصبح هذه الثورة عنوانًا لخلافات شملت مساحات غير سياسية وخلفت الكثير من الإشكاليات والانقسامات ليطال الزلزال الذي وعد به الرئيس السوري المنطقة الفنانين أيضًا فأحداث الأزمة رافقتها خلافات بين الفنانين تجاوزت الساحة السورية التي انقسم شارعها الشعبي والفني بين معارضين وموالين للنظام فبعد نشوء قوائم العار بين الفنانين السوريين ظهرت قوائم عار لفنانين من غير السوريين اعتبروا موالين للنظام وهناك من غير رأيه لتنشئ مهاترات كانت مادة دسمة للإعلام الفني ملئت الصحف والمواقع الالكترونية وغيرها.. لعل النصيب الأكبر من الإشكاليات بسبب الثورة السورية قد طال الفنانة أصالة نصري كونها أول من تقدم وأعلن وقوفه بجانب الشعب ضد النظام مع العلم أنها قديمًا من المطربين الذين هللوا له، لتنهال عليها التهديدات والتهم، حيث ظهرت الفترة الأخيرة المطربة ميادة الحناوي على إحدى الشاشات السورية وأخذت ترمي باتهامات وإيحاءات عن شخص أصالة يفهم منها المشاهد ما يسيء للأخيرة عن طريقة حصولها للمال ومسيرة حياتها. ولم يقتصر الهجوم على أصالة على التصريحات بل تم اختراق صفحتها على الفيس بوك من قبل مجموعة من الشبيحة عن طريق هكر، قاموا بوضع أفلام إباحية ومقاطع مخلة، وذلك لتشويه صورتها أما جمهورها، وقد أعرب رياض العريان زوجها عن استيائه الشديد من هذا العمل ووصفه بأنه تصرف غير أخلاقي، من جهة ثانية هناك الطرف الآخر من الفنانين الموالين الذين أخذوا موقفًا مغايرًا لأصالة منهم وديع الصافي الذي اعترف بجميل نظام الأسد عليه، والحال نفسه مع الفنانة أمل حجازي وملحم بركات وراغب علامة ومعين شريف وغيرهم. أما بالنسبة للفنانين المصرين ربما الموضوع اختلف قليلا حيث معظمهم اعتبروا أن نظام عائلة الأسد الأسوأ عربيًا لأنه فتح ملف التوريث، الذي جعل مبارك في الحقبة الجمهورية السابقة يريد أن يحذوا حذوه. وحتى بالنسبة لما تناولته وسائل الإعلام الصحفية والالكترونية من وقوف بعض الفنانين مع النظام السوري قام هؤلاء الفنانون بتكذيب تلك الادعاءات التي طالتهم ومنهم الفنان نور الشريف الذي تحدث عن أن اتهامه بتأييد الرئيس الأسد وأنه رفع صورة له هو إساءة له. وأكد قوله أن كل ذلك هو افتراء. وأنه لم يقم بتشبيه الأسد كما ردد البعض بجمال عبدالناصر. كذلك الفنان عادل إمام الذي روجت إحدى وكالات الأنباء الإيرانية عنه أنه مؤيد للأسد ومجازره ضد شعبه وأنه سيذهب لتهنئته بالنصر وأنه يستلهم أفلامه الأخيرة من شخصية ألأسد لكن الإمام أنكر كل ذلك موضحًا بأنها مجرد «شائعات ساذجة»، بينما الفنان يوسف شعبان ومنذ اندلاع الأحداث في سورية كان موقفه مع الثورة ضد الديكتاتورية.