شهدت الخرطوم أمس مظاهرات ضد حكومة البشير فى جمعة « الكنداكة « بعد يوم من مواجهات عنيفة بين طلاب في جامعة الخرطوم وشرطة مكافحة الشغب التي منعتهم من التظاهر في الشارع. وكثفت قوات الامن السودانية من وجودها فى الشوارع الرئيسية لمدينة ام درمان كما شوهد عدد من «الرباطة « اللفظ السودانى المعادل للبلطجية» شوهدوا على دراجات نارية فى داخل احياء ام درمان يقومون بتمشيط الشوارع والازقة وذلك قبل صلاة الجمعة!! وأعلن ناشطون ينتمون إلى مجموعات شبابية تسمية التظاهرات ب «جمعة الكنداكة» في إطار سلسلة الاحتجاجات المستمرة منذ 16 حزيران (يونيو) الماضي.وراجت معلومات أمس عن استقالة مدير جامعة الخرطوم الدكتور الصديق حياتي احتجاجاً على دخول الشرطة وقوات أمن إلى حرم الجامعة لملاحقة طلاب كانوا يتظاهرون ضد الحكومة.ونفى مسؤول في الشرطة ما أثير عن استخدام الجنود رصاصاً حياً في تفريق تظاهرة جامعة الخرطوم، لكن الأمين العام لحزب الأمة المعارض إبراهيم الأمين أكد إصابة أحد المتظاهرين بطلق ناري.وقال مسؤول الإعلام في جامعة الخرطوم عبدالملك النعيم: إنه ينفي بشدة الأنباء عن استقالة مدير الجامعة، موضحاً أن مجموعة من الطلاب سيّرت موكباً إلى أمام مكتب المدير وطالبت بعدم دخول الشرطة إلى داخل مقر الجامعة.وذكرت مصادر صحفية بأن السلطات كانت ترغب في قفل الجامعة إلى أجل غير مسمى لكن إدارتها رأت ان بعض الطلاب مقبل على امتحانات. كما أن الجامعة جادلت بأنها ظلّت تعلّق الدراسة خلال شهر رمضان من كل عام وبما أنه لم يبق لشهر رمضان هذه السنة سوى نحو اسبوع فإنه لا مبرر لإقفالها قبل ذلك.في غضون ذلك، دعت حركة «قرفنا» الشبابية الثائرة إلى تظاهرة«جمعة الكنداكة». وتعني «كنداكة» في اللغة الكوشية « المرأة القوية». وفي السياق ذاته، قلل الناطق باسم المؤتمر الوطني الحاكم بدر الدين إبراهيم من حجم المعارضة في الشارع إذا ما قورنت بجملة السودانيين الذين فوّضوا الحكومة فى الانتخابات الاخيرة. وانتقد محاولات المعارضة «استغلال المصلين» في بعض مساجد الخرطوم في أيام الجمعة، في إشارة إلى تحريك التظاهرات عقب صلاة الجمعة.ودافع تحالف المعارضة السودانية عن الاحتجاجات الشعبية ضد «خطة التقشف» الحكومية.وقالت مسؤولة الإعلام في التحالف المعارض القيادية في حزب الأمة مريم الصادق في موتمر صحافي: إن التحالف مستمر في العمل السلمي المدني، وقالت: «كان الأجدى للمسؤولين أن يحتفوا بالنهج السلمي في التعبير ويعملوا من أجل التغيير بدل التعامل بشدة وقسوة مع المتظاهرين». وأوضحت مريم أن المعتقلات تفيض بأعداد كبيرة من المعتقلين، واستنكرت ضرب المتظاهرين وشتمهم وتصويب الأسلحة في وجوههم.