تقول المعارضة السورية أن أكثر من 200 شخص قتلوا في قرية التريمسة السنية بحماة يوم الخميس بواسطة القوات النظامية التي استخدمت الدبابات وطائرات الهيلوكبتر وإذا تم التأكد من هذه المعلومات فستكون هذه أسوا مجزرة في سلسلة المجازر التي تكررت في سوريا الشيء الذي يعزز من مخاوف اندلاع مواجهات دموية طائفية ضمن الثورة ضد بشار الأسد ونظامه وأوردت الحكومة السورية من جانبها أن ثمة حوادث قتل جرت في القرية المذكورة وادعت أن مرتكبيها «المجموعات المسلحة» وهو الوصف السوري الرسمي لمعارضي الرئيس بشار الأسد وقالت السلطات السورية إن 50 شخصاً على الأقل قتلوا في القرية. والثورة التي عمت معظم أنحاء سوريا وتكبد الشعب السوري فيها الكثير من الدماء تدخل الآن في العاصمة السورية دمشق بطريقة تتحدى الفرضية التي دامت طويلاً التي كانت تقول إن دمشق هي معقل الأسد وبعيدة عن القلاقل ضده. الآن أصبحت تعم التظاهرات العديد من أحياء دمشق وإذا كانت التظاهرات ضد نظام الأسد شائعة ويومية في مدن حمص وحماة ودور الزور فإن النظام السوري لم يعد ينعم بهدوء دمشق الغاضبة هي أيضاً والتي لا يمكن النظر إليها باعتبارها واحة موالية للنظام أو أن أغلبيتها الصامتة موالون للنظام. المدينة الآن حبلى بالغضب ومستعدة للانفجار في أي وقت، المظاهرات المعادية للنظام تغطي أسوار دمشق في كل حي تقريباً ، وفي المساء يسمع صوت القذائف في ريف دمشق في المناطق التي أصبحت تحت قبضة الثوار. وهناك المظاهرات التي تعرف (بالمظاهرات الطيارة) وهي عبارة عن تجمعات سريعة صغيرة تحدث فجأة وتتفرق وأصبحت تعم معظم الأحياء حتى الأحياء قرب مناطق الأسواق بمركز دمشق. أما إضراب التجار في أكبر أسواق المدينة فقد سدد ضربة قاضية للنظام الذى يعتقد أن التجار يساندون النظام. وفي يوم الخميس اقترب العنف أكثر فأكثر من دمشق بقصف كفر سوسة في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة. وارتفعت سحب الدخان فوق سماء دمشق. هنالك سبب لتحرك دمشق هو قدوم مجموعة من اللاجئين إليها ويقول مجلس الأمن إن عدد النازحين في سوريا يبلغ 500 ألف نازح هجروا ديارهم بسبب القتال ولا يعرف أحد كم من هؤلاء وفدوا للعاصمة. واستقبلت الأسر السورية معظم هؤلاء النازحين في بيوتهم وبعض النازحين استأجروا مساكن زهيدة الثمن أو سكنوا في غرف بالفنادق والنزل زهيدة الأجر. لكن هؤلاء النازحين جاءوا إلى دمشق بقصص حية من معاناتهم في المدن والمناطق المختلفة بسوريا والصور التي نقلوها لمواطني دمشق انعكست لحالة تضامن معهم وأججت من غضب الدمشقيين. دمشق الآن تنتفض وفي هذا تحول كبير ومنعطف جديد للثورة السورية.