أكد مدير مركز سمارت ليرن للاقتصاد السياحى خالد آل دغيم أن المهرجانات السياحية في المملكة تولد فرص العمل للمواطنين عبر جذب الاستثمارات السياحية المتنوعة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية المستقبلية التي أقرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار تستهدف توفير الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة تصل إلى 2.23 مليون وظيفة في نهاية 2020م، وزيادة حجم الإنفاق السياحي إلى 217 مليار ريال ونمو نسبة توطين الوظائف في القطاعات السياحية إلى 45 في المائة من إجمالي الوظائف السياحية. وأوضح آل دغيم في حديث ل»المدينة» أن حجم الإنفاق السياحي على 33 مهرجانا بأرجاء المملكة تجاوز نحو 5.4 مليار ريال خلال العام 2011م، لافتا الى أن إجمالي الزوار بلغ 10.335 مليون زائر، أنفقوا نحو 5.495 مليار ريال، مقارنة ب 32 مهرجانًا عام 2010م، زارها 9.895 مليونًا، وأنفقوا6.791 مليارًا. وأشار آل دغيم إلى أن المهرجانات السياحية تعد خطوة مهمة على طريق تنشيط مجالات السياحة من خلال رفع حركة السفر المحلي والدولي بالمناطق السياحية والأثرية داخل المملكة حيث تعمل هذه المهرجانات على تسويق المنتج السياحي الذي يتوافر بتنوع كبير في أرجاء المملكة بما يعمل على رفع درجة الوعي السياحي بهذه الإمكانيات وتعظيم الاستفادة منها. ويرى آل دغيم أن المهرجانات السياحية أداة تسويقية ذات دور فعال في عرض المنتجات السياحية على المستهلكين لها بالداخل والخارج في ظل ثورة المعلومات وانتشار القنوات الفضائية وشبكة الانترنت. وأكد أن المهرجانات بشتى أنواعها يمكن استخدامها للتسويق السياحي، موضحا أنها من أهم وسائل الترويج وجذب الاستثمار وتحقيق الانتعاش التجاري والاقتصادي. وقال آل دغيم إن المهرجانات تحتاج إلى توافر خبرة كبيرة من المنظمين إلى جانب ضرورة التنسيق مع القطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين بمناطق المملكة، مشيرا إلى أن عدم القيام بذلك يجعل هذه المهرجانات ضعيفة. وعن ضرورة توافر خبرة في الجهة المنظمة للحدث قال آل دغيم: «الخبرة التنظيمية في التنسيق مع الجهات المختلفة وكذلك الخبرة في التسويق للحدث لدى المهتمين من الأكاديميين ومسؤولي الدولة والشركات يعد أهم عوامل نجاح المهرجان». وأضاف: الخبرة التنظيمية تمنع ازدواج العمل بين مسؤولي المهرجان ما يؤدى إلى خروجه بالوجه اللائق، مشيرا إلى ان التنظيم يحتاج إلى تخطيط ودراسة من قبل إدارة المهرجان بما يمنع تداخل المسؤوليات بين الجهات ذات العلاقة وسعي كل جهة للإشراف والتواجد بدون سابق خبرة. وأكد آل دغيم أن السائح أصبح أكثر نضجا وتمييزا لحضوره مهرجانات دولية واستمتع بها ما يجعله يقارن دائما مع الاحتفاليات الدولية بالخارج وبين المحلية ما يجعله يصاب بالإحباط عند معرفته بتدني المستوى ويعزف عن الحضور في اى من هذه الاحتفاليات مستقبلا لترسخ الصورة سلبية لديه. وأشار إلى أن تبني شراكة جادة مع القطاع الخاص وبناء خطوط عريضة لهذه المهرجانات لتكون مخرجاتها مفيدة كفيل بالحفاظ على السائح المحلي الذي نجد له حضورا مميزا في مهرجانات الدول المجاورة على مدار العام مؤكدا أننا نستطيع جذب وافدي الدول المجاورة لزيارة معالمنا السياحية. وأضاف قائلا: «أصبح تنظيم المهرجانات والفعاليات السياحية عملا احترافيا منظما يحتاج الى الكفاءات والشركات والمؤسسات المتخصصة لأهمية هذه المهرجانات والفعاليات في دعم السياحة الداخلية بشكل رئيسي». وأكد آل دغيم أن المهرجانات تنوعت بشكل كبير فى المملكة وبدا المجتمع المحلي يشارك فيها بفعالية واقتناع موضحا ان مجالس التنمية السياحية بالمناطق تشترك مع الجهات المنفذه للمهرجان تحت مساندة إمارات المناطق والشركاء الآخرين. وقال آل دغيم: تنوعت الفعاليات ما بين ثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وترفيهية وأنشطة تناسب كل شرائح المجتمع ونشاط شبه مستمر بين صيف وشتاء، مؤكدا أن هذا التنوع يعمل على تسويق كل الموارد السياحية الضخمة الموجودة بأرجاء المملكة.