كل مواطن يناله من الشرف أنه خادم للحرمين الشريفين ، وكل مواطن هو رجل أمن ، تلك من مآثر ووصايا نايف بن عبد العزيز . إن المحافظه على الأمن هي مسؤولية الجميع في وطن الحرمين الشريفين ، وإنها وصية ثمينة وهدف نبيل فالمواطنة رابطة صلة قوية وإنتماء وولاء لهذه الأرض المباركة ولولاة أمرها القائمين بشؤونها .. ومن مزايا الوطن أنه دار سلام وأمن فاتح ذراعيه على مدار السنة مستقبلاً زوار البيت ومرتاديه لكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها ولكل مواطن على أرض البقعة الطاهرة في جميع أنحاء المعمورة وخارجها .. إن مسؤوليتنا تتضاعف كل يوم خصوصاً ونحن نلمس ونشاهد تكالب الفتن على الدول وتتابعها كقطع الليل المظلم ، ونحن نرى ونسمع كيف يقع الظلم بالناس وكيف يقتل الإنسان دون ذنب ، وكيف تعذب الأرامل وكيف تغتصب الأعراض والأرض ، وكيف تستعمر الأوطان بأهلها بل وكيف تسلط حروب على أناس أبرياء ، وكيف أن الفساد عم الكثيرين فلا وازع من دين ولا صحوة ضمير ابتعدوا عن الدين الإسلامي فتحكمت بهم أهواؤهم ، ضعفت الأمانة وتلاشى الحياء .. وجوه كالحة وضمائر ميتة .. إن مسؤوليتنا على أرض الحرمين عظيمة كعظم قدسية هذه البلاد وحرمتها فعلينا محاربة الظلم والقيام بالقسط ، والتصدي للفساد والعمل بإخلاص فأنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بما أمر الله تعالى وتنهون عما نهى عنه تعالى ، وتطبيق هذا النهج العظيم يحتاج يقظة وصحوة ضمير و عقلية ناضجة وفكراً سليماً ورأياً سديداً.. وعلى كل مواطن أن يكون العين الساهرة والضمير اليقظ المتقد لحماية الحمى بعد الله تعالى والذود عن الوطن ، و الجندي الأمين مكلف بالحراسة و المتابعة واليقظة والاهتمام ، ونبذ الاتكالية والتواكل والتغاضي والإهمال ، فالجندي تجنيد للحواس وعمل بإخلاص وقيام بالأمانة ليوم القيامة في سبيل الله إذ كل ذي نعمة محسود وتكالب الأمم عليكم يؤججه حسد موروث وحسد مستديم وحسد تلهبه ( نعمة ) نحن بها قارُّون يحيطنا ويجمعنا ويحتوينا الأمن والأمان وطاعة الرحمن . اللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك التي لا تحصى ولك الحمد ولك الشكر على هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ( نعمة الأمن والأمان ) وبالحمد تدوم النعم ....