قضت محكمة “جنح العجوزة" أمس الأربعاء برفض الدعويين المدنية والجنائية المقامة ضد الفنان عادل إمام والمؤلف لينين الرملي والمخرج شريف عرفة والكاتب وحيد حامد لعدم وجود جريمة؛ حيث كانت المحكمة قد قضت قبل أشهر بحبس عادل إمام وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة ازدراء الأديان في أعماله الفنية، بناء على دعوى أقامها أحد المحامين ضد عادل إمام متهمًا إياه بإلاساءة إلى الإسلام، مستندًا في دعواه إلى بعض الجمل التي وردت في أعمال إمام الفنية من بينها «حسن ومرقص» و»عمارة يعقوبيان» و»الواد محروس بتاع الوزير» و»مرجان أحمد مرجان» وطيور الظلام «و»الإرهاب والكباب»و»الإرهابي» ومسرحيتا «الزعيم» و»شاهد ما شفش حاجة»، وهو ما أيدته محكمة الجنح في الاستئناف الأول، ولم يتبق أمام الزعيم سوى الاستئناف الثاني، ومعه يكون الحكم نهائيًا وواجبًا للتنفيذ في حالة تأييد القاضي للحكم السابق، ليجيء حكم البراءة الذي قابله الفنان عادل إمام بارتياح عبر عنه في تصريح له قائلًا: كنت انتظر مثل أي شخص آخر نظر محكمة الاستئناف تلك القضية، واثقًا تمامًا في حكم القضاء المصري العادل، وأشكر كل المساندين لحرية الفن والإبداع، الذين توجهوا للمحكمة من أجل مؤازرتي والوقوف بجانبي. وكان العشرات قد تجمعوا أمام قاعة المحكمة، يتقدمهم الفنان حسين فهمي وأشرف عبدالغفور ونبيل الحلفاوي والمخرج خالد يوسف وجلال الشرقاوي وحمدي الوزير وفتحي عبدالوهاب وسامح الصريطي ومحمد العدل وسهير المرشدي وألفت إمام قبل الحكم، كما حضر الممثلون القانونيون لجبهة الإبداع المصري ومحامي الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومحامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مرددين شعارات تطالب بالحفاظ على الحرية والفكر والإبداع؛ حيث رفع د. نبيل رزق رئيس نقابة العاملين بالمهن الفنية وعدد من أعضاء النقابة لافتات خارج قاعة المحكمة مكتوبا عليها «حرية.. عدالة اجتماعية.. عدالة قضائية»، «لا لاحتكار الفن بعد اليوم» و»ثورة.. ثورة حتى تتحقق مطالبنا»، ولافتة أخرى عليها صورة الفنان عادل إمام مكتوب عليها «حرية الرأي والفن والفكر والتغيير». وتفاعلًا مع قرار البراءة أصدرت جبهة حرية الإبداع بيانًا أشارت فيه إلى أن لعادل إمام تاريخا فنيا كبيرا جدًا، ولا يستطيع أحد أن يمسحه من ذاكرة الفن والتاريخ في يوم وليلة، وموقفه تجاه الثورة أيا كان هو أولًا وأخيرًا رأي شخصي، ولا بد أننا نحترم رأيه حتى لو كنا ضده، وهذه هي الديمقراطية لمن يبحث عن معناها الحقيقي، وأضاف البيان: لن ننسى أنه كان من أوائل النجوم التي كانت تسخر من النظام السابق، وكان دائمًا صاحب رسالة، وقدم العديد من الأعمال الفنية التي نشاهدها اليوم تتحقق بالفعل، ولن نبخس الفنان عادل إمام حقه في أن يرى أبناء وطنه بجواره في «أحلك» اللحظات التي يمر بها.. يكرم النجوم في بلادهم ومصر هي عاصمة الفنون.. نعم لحرية الإبداع والتفكير، وضد الإرهاب وتشويه التاريخ الفني للمبدعين.