الموت حق ، وكل نفس ذائقة الموت وكلنا متجه إلى هذا المصير، فلن يخلد أحد على ظهر الأرض ، ويكاد لايمر علينا يوم إلا ونسمع عن موت رجل أو امرأة ممن نعرفهم أو لانعرفهم وكثيراً مانسأل عندما نسمع بالوفاة سؤالاً تلقائياً وهو كم عمر المتوفى ؟ فإذا ماعرفنا أنه كبير في السن خفّت وطأة الخبر وأصبح الأمر طبيعياً بالنسبة لنا أما إن كان في عمر الشباب حزنّا على فقد المتوفى وكأننا نجد بأن الموت لايلائم الشباب . نهاية الأسبوع الماضي رحل الشاب سلطان وهو ابن الأخ العزيز هاني عبدالعزيز ساب ، وعامة الناس تتألم عند فقد الشباب فكيف بأب يفقد ابنه الشاب، إنه مصاب عظيم وفاجعة مؤلمة، خصوصاً إن كان هذا الابن ابناً صالحاً باراً بوالديه جاراً للمسجد متعهداً للصلاة فيه باستمرار، لاتسمع عنه إلا كل خير وصلاح وبر ونجاح ، ولكن "فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون "، فأسأل الله أن يثبت والديه ويؤجرهم على هذه المصيبة ويلهمهم الصبر والسلوان. لقد كانت الجموع تتوافد طوال أيام العزاء لتقديم واجب العزاء لذوي الفقيد وفي مقدمتهم والده أعانه الله وصبّره ، وقد كنت أشاهد تصبّره وتجلّده خلال تلك الأيام حتى إذا مالقي أحد الشباب ممن يعرفهم ويعرف صلتهم بابنه احتضنهم وهو يبكي وكأنه يجد فيهم رائحة حبيبه سلطان ، ولكن لاتحزن ياهاني فقد أحسنت التربية واجتهدت في التنشئة حتى جاء أمر الله فاصبر واحتسب فقد انتقل الفقيد إلى رب غفور رحيم ، رب كريم عظيم ، انتقل من الدنيا إلى الحنّان المنّان فلانقول إلا مانرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون" . إن في موت الشباب عبرة وعظة ودرسا عظيما يصحح لنا الوهم الذي نعيش فيه في كثير من الأوقات وهو أن الموت لايأتي إلا للكبار وإن الصغار والشباب هم في معزل عن هذا ، فحري بالشباب أن يستيقظوا ويعرفوا أن الموت ليس بعيداً عنهم وأنه لايعرف صغيراً ولاكبيراً وأن يعتبروا من حالات الموت التي تحدث بين الشباب ، فيعملوا بكل جد واجتهاد من أجل كل مايعود بالنفع عليهم وعلى دينهم وأوطانهم . أسأل الله أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته وان يجزل لوالديه وذويه الأجر والمثوبة وأن يعين العزيز هاني ويلهمه الصبر والسلوان .