واصل المتظاهرون أمام النصب التذكاري للرئيس المصري الراحل أنور السادات في مدينة نصر شرق القاهرة، اعتصامهم المفتوح لليوم الثالث على التوالي أمس، والذي بدأوه عقب انتهاء فاعليات مليونية «الاعتراف بالإعلان الدستوري المكمل» الجمعة الماضية، الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة. كما واصل المتظاهرون إغلاق طريق الأوتوستراد أمام حركة سير السيارات في الاتجاه إلى مدينة نصر، في الوقت الذي قام فيه رجال المرور بتحويل حركة سير السيارات إلى الاتجاه الآخر حتى تتخطى منطقة الاعتصام، ثم العودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى. وأكد المعتصمون مجددًا على عدم فض اعتصامهم حتى تتحقق كافة مطالبهم المتمثلة في أن يكون الدستور مدنيًّا، وعدم التراجع عن إقامة مجلس الدفاع الوطني، وسن قانون جديد لتنظيم انتخابات مجلس الشعب القادم يسمح لكافة طوائف الشعب بالتمثيل داخل البرلمان، وعدم سيطرة فصيل بعينه على أغلبية المقاعد، واستقلالية القضاء، وأن يتعامل النائب العام مع كافة البلاغات المقدمة بمنطق البراءة لكل المتهمين حتى تثبت إدانتهم بالفعل من خلال حكم المحكمة، خاصة الاتهامات التي تم توجيهها إلى المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق في هذه الفترة. بينما سادت حالة من الهدوء ميدان التحرير بقلب القاهرة صباح أمس، حيث شهد الميدان تراجعًا كبيرًا في أعداد المعتصمين الموجودين في الميدان لحين تنفيذ مطالب الثورة، وأولها إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، لما يتضمنه من تقليص لصلاحيات رئيس الجمهورية على الميزانية العامة للدولة، والشؤون المتعلقة بالقوات المسلحة، وسلبه سلطة إصدار التشريعات، والإبقاء على البرلمان المنتخب بعد حله بقرار من المحكمة الدستورية العليا، والإفراج عن معتقلي العباسية وضباط 8 أبريل. وانتظمت حركة المرور بالميدان، بعدما أغلقت الحركة بالكامل أمس الأول، وشهدت سيولة ويسرًا وسط انتشار كبير للباعة الجائلين، فيما دخل العشرات داخل الميدان في حلقات نقاشية متعددة حول المرحلة القادمة، ومطالبة البعض بالاستمرار في الميدان حتى تسليم المجلس العسكري السلطة كاملة لمرسى، بينما طالب البعض بإعطاء قدر للرئيس من أجل الوفاء بتعهداته. وأعرب بعض المعتصمين بالميدان من بعض القوى الثورية عن سعادتهم لعدم وجود تعقيدات أمنية مصاحبة لزيارة مرسى إلى جامعة القاهرة أمس الأول ولقائه بعد من المثقفين والسياسيين. وأشادوا بالخطاب الحماسي الذي ألقاه، وتضمن نقاطًا مهمّة أبرزها التأكيد على استمرار الثورة، والقصاص للشهداء، وأنه لا سلطة فوق إرادة الشعب، وعدم التمييز بين المصريين، والعدالة الاجتماعية، والحث على العمل والإنتاج.