لكم سمعنا وقرأنا عن خلافات بسيطة أدت إلى انفصام عرى الميثاق الغليظ! خلافات حول طعام أو مسكن أو نادي رياضي أو طقوس اجتماعية خاصة..! لا أدري لماذا يفهم البعض من الأزواج أن الزواج عقد استنساخ ومسخ لكثير من قناعات الطرف الآخر أيًا كان هو الرجل أو المرأة! إن حياة البشر يجب أن تختلف، لأن الطبيعة البشرية تأبى إلا الاختلاف! إن الاختلاف في بعض الأحيان كمال وجمال! لا نقص وأذى.. لقد كفل الإسلام للزوجين حق الاختلاف حتى في الدين، لكنه جعل اليد العليا للإسلام وبنى أحكام الإرث وغيرها على اعتبار أن العلو لأمر الإسلام.. كم هو محزن أن تجد زوجين من ديانة واحده وبيئة اجتماعية واحده ولغة واحده بل وأحيانا عائلة واحدة لا تنتهي مشكلاتهما ولا تخبو شعلة الخلاف بينهما لمجرد اختلاف في الرأي حول أمور تافهه..! تعلموا أيها الأزواج أن تتقبلوا الاختلاف بينكما.. وأن تستثمرا هذا الاختلاف لصالح الأسرة الصغيرة، كم من زوجة لا تطيق النظر في الكتب.. لكنها تحتمل عكوف زوجها على القراءة وتختلس بذكاء عاطفي ولباقة راقية من أوقاته لها ولصغارها دون أن تحول إدمانه لهذه المتعة التي يمارسها إلى نوع من الخلاف وكأنه قد ارتكب جرمًا لا يغتفر! وكم من زوج لا يحب التنزه والخروج أو حتى الكثير من اللقاءات العامة لكنه يحتمل بذكاء الحكيم شيئًا منها لأجل من تشاركه الحياة! إن تحويل نقاط الاختلاف بين الزوجين إلى سلبيات خطأ فادح! فالأمر لا يعدو كونه اختلاف طبيعي بين سائر البشر..لا ينبغي التمادي في سحقه بحكم الزوجية فكلا الزوجين له من الأصدقاء ومن الجيران وممن حولهم من الناس من يختلفون معهم لكنهم يتقبلون هذا الاختلاف بشكل أو بآخر.. إن احتمال الشريكين أحدهما للآخر أولى وأكثر إلحاحًا وأعمق وفاءً إذ الأمر بينهما أعظم والميثاق بينهما أغلظ!