* لن يهدأ أبداً بال حكومة دمشق النصيرية حتى تحول لبنان إلى مستنقع عفن آخر لروح طائفية تأتي على الأخضر واليابس فيها وتجرها إلى حرب "قذرة" كما كانت طوال فترة الحرب الأهلية اللبنانية الماضية. * وسائل النظام النصيري عديدة، وأصبحت كما شمس رابعة النهار واضحة بغير لبس.. ألا وهي "حزب الله"، والقوى الشيعية اللبنانية الأخرى المتعاطفة مع سياساته، خاصة وأن هذين الطرفين يملكان كل الأدوات للسيطرة على الأرض اللبنانية فحزب الله بقوته العسكرية والمالية المموّلة من إيران، والبرلمانيون المؤيدون للنظام النصيري بنفوذهم وقوتهم التشريعية. * بل ان حوادث عدة خلال السنتين الماضيتين توضح ان "حزب الله"، وقوى الموالاة للنظام النصيري هي مَن يدير لبنان، ويكفي للاستدلال على ذلك اقتحام قوات حزب الله لمطار بيروت، واستباحة تلك القوات لبيروت كما فعلت إسرائيل في عام 1982م، وتنصيب الحكومة اللبنانية الحالية. * لكن حزب الله وقوى الموالاة للنظام النصيري لم يعد يكفيها ذلك، بل هي تريد أن تهيمن هيمنة كاملة كنظام شمولي ديكتاتوري على كل مقدرات لبنان، وعلى كل شؤونه كبيرها وصغيرها، بما فيها حرية الرأي، ولهذا فهي لن تتردد عن اسكات أي صوت معارض بالقوة وبالقتل في بعض الأحيان.. ولعلنا جميعاً نتذكر كيف تمكن "حزب الله" من تحويل تأييد كتلة نيابية كاملة من جهة إلى أخرى بقوة التخويف، وإرهاب السلاح. * يوم الاثنين الماضي، وبينما تعرض قناة "الجديد" التليفزيونية حوارًا مع الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح في مدينة صيدا اللبنانية تعرّض مبنى القناة لإطلاق نار، وحرق إطارات، وتجمهر ملتحين ينتمون لحزب الله، وحركة أمل لإرهاب القناة، وإخافة الشيخ. * والسبب هو أن الشيخ فضح أفعال حزب الله وقواته التي أسماهم "الشبيحة"، بسعيهم إلى الهيمنة على لبنان، وإرهابهم لأبناء الطائفة السنية، كما حدث مع رجل دين سني وزوجته في أحد الحواجز الأمنية في جنوب لبنان. * هذه اللغة التي يتحدث بها الشيخ الأسير ليست مقبولة من زمرة حزب الله وحركة أمل وأتباعهما تنفيذاً لأوامر سادتهم النصيريين في دمشق، حتى وإن أدّى ذلك إلى حرب طائفية تشعل لبنان من أقصاه لأقصاه، وهو ما يناقض ادّعاءات قادة "الحزب" و"الحركة" بحرصهم على وحدة لبنان ونبذ الطائفية. [email protected]