أصبحت وعود الرئيس المصري المنتخب د. محمد مرسي وتعهداته التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي وفي الفضائيات قبل تنصيبه رئيسًا الشغل الشاغل للمواقع الإليكترونية والجروبات، بل وأصبحت محل اهتمام كثير من القوى السياسية والثورية والحزبية والشارع المصري. فبعد ساعات قليلة من إعلان نتيجة الانتخابات صمم مجموعة من الناشطين المصريين موقعًا إلكترونيًّا أطلقوا عليه «مرسي ميتر». ويهدف هذا الموقع إلى قياس أداء الرئيس الجديد خلال أول مائة يوم من فترته الرئاسية، والتي وعد فيها من خلال «مشروع النهضة» بحل خمس مشكلات يعاني منها المصريون هي: استعادة الأمن، والمرور، والوقود، ورغيف الخبز، والنظافة. ومن جانبهم شدد القائمون على الموقع أنهم لا ينتمون إلى تيار بعينه، أو لحركة سياسية، ولكن كل ما يهدفون إليه هو الخير لمصر، ويتضح ذلك من خلال المشاركة التي كتبوها على صفحتهم على الفيسبوك: «نحن مجموعة من الشباب لا تنتمي إلى أي تيار أو حزب سياسي، ولكن نؤمن بأن الرئيس الذي اختاره الشعب قد أصبح رئيسًا للبلاد، وعليه حقوق وواجبات لابد أن يوفي بها؛ لذلك فقد أنشأنا هذه الفكرة فقط لمراقبة ما يتم إنجازه من مشروع النهضة الذي وعدنا به الرئيس محمد مرسي، ونتمنى الخير جميعًا لمصر. وبلغ عدد أعضاء صفحة «مرسي ميتر» على الفيسبوك أكثر من 53 ألفًا منذ بدء تشغيل الصفحة، وهناك مشاركات جادة من معجبي الصفحة. أمّا بالنسبة للحساب الخاص للصفحة على موقع الرسائل القصيرة تويتر، فقد أصبح للصفحة أكثر من ثلاثة آلاف متابع، ومن المتوقع أن يزيد متابعو الصفحة على تويتر، وكذلك معجبو صفحة الفيسبوك، والراغبون في تتبع أداء أول رئيس منتخب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وبنظرة سريعة على الموقع الذي يعتبر أول أداة إلكترونية لقياس أداء رئيس عربي، نجد أن القائمين على الموقع قسموا أفرع المراقبة، وتركّز اهتمامهم بشكل خاص على توفير بعض الخدمات، وتحسين بعضها، حيث تحرك البرنامج على 5 محاور تضمنت الخبز، المرور، الأمن، الوقود، النظافة، مقترحًا حلولاً سريعة لتلك الأزمات. وردًّا على سؤال «المدينة» حول طريقة الحساب، ومتى تبدأ؟ وما هو الأسلوب الذي سيتخذ في حال إخلاله؟ أكدوا أن الأول من يوليو بداية العد التنازلي لأول مائة يوم من فترة رئاسة د. محمد مرسي، بمراقبة ما تم إنجازه من أول يوم وفق ما أقره د.محمد مرسي في برنامجه، وأكدوا أنهم لا يملكون أية أدوات تنفيذية سوى المراقبة، لكنهم سيتركون للشعب عقابه في حال عدم التزامه، لافتين أن الانتخابات المقبلة هي الفيصل، باعتبار أن الموقع لن ينتهى بانتهاء المائة يوم، لكنه مستمر حتى انتهاء ولاية مرسي. وبلغ إجمالي التعهدات التي التزم بها مرسي قبيل تنصيبه رئيسًا حوالى 64 عهدًا، في المائة يوم الأولى، وتُعدُّ مشكلة القضاء على البطالة، وتوفير الآلاف من فرص العمل سنويًّا، من الوعود الأكثر مراقبة؛ لكونها تهم شريحة كبيرة من المجتمع، على رأسها فئة الشباب. ومن جانب آخر أطلقت شبكة «مراقبون بلا حدود» التابعة لمؤسسة «عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان»، برنامج لمراقبة أداء الرئيس «مراقبينكم»، تحت شعار «حتى لا ننسى وعود الرئيس، ولا ينسى الرئيس الشعب» كتجربة تطوعية من المجتمع المدنى لتوثيق ورصد طريقة أداء الرئيس في القضايا الحيوية الوطنية والإقليمية والدولية، المتراكمة منذ سنوات طويلة، ويتابع مراحل تطبيق البرنامج الانتخابي للرئيس خلال ال100 يوم الأولى من حكمه، ثم تمتد أعمال المراقبة لفترتين متتاليتين وتشمل كل فترة 100 يوم أخرى، بمعدل 300 يوم كاملة من يوم أداء اليمين الدستورية، وتكون على 3 محاور أساسية، الأول: أسلوب تطبيق برنامج الرئيس المنتخب، ومدى التزام الرئيس القادم بتعهداته، وتحقيق أهداف الثورة، والعقبات التى تواجه تنفيذ برنامجه، والتحديات التى يواجهها فى عمله للحفاظ على استقرار المجتمع، والثاني مدى احترامه لحقوق المواطنين والحريات العامة في الحياة العملية، والثالث طريقة التعامل مع القضايا الأساسية للمجتمع وتتضمن 6 قضايا هي: الفقر، والشباب والبطالة والهجرة، والتعليم، والصحة، والعشوائيات والخدمات بالريف والصعيد، ومشكلات الفلاح، وإعادة هيكلة وإصلاح مؤسسات الدولة. من جانبهم حذّر خبراء سياسيون الرئيس محمد مرسي من الإخلال بالتعهدات التي قطعها على نفسه، خاصة خلال المائة يوم الأولى، مؤكدين أن الشعب الآن أصبح هو الذي يملك الحساب من خلال الميادين وصندوق الانتخابات، لافتين أن الشعب يعوّل كثيرًا على تحقيق كل ما تمناه، وهو ما يضع مرسي في موضع المسؤولية. ويؤكد د. عمرو هاشم ربيع الخبير في الشأن السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية: الشعب أصبح هو صاحب الكلمة الفصل في اختيار مَن هو الرئيس، وهو الذي يستطيع إسقاطه من خلال صندوق الاقتراع، وهناك ميادين مصر، إذا كان هناك ما يستحق -لا قدر الله- مشيرًا إلى أن الشعب يستطيع قياس أداء الرئيس، وأن يحاسبه، ويقف ضده، وعلى الرئيس محمد مرسي أن يأخذ في الاعتبار أنه جاء بأغلبية بسيطة تضعه على المحك، فهناك أكثر من 12 مليون مصري لم يعطوا أصواتهم له، ومن ثم عليه طمأنة هؤلاء، وكسب ثقتهم وتأييدهم.