يقول تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).. ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.. ويقول تعالى (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).. هذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمة بفقد رجل من رجالاتها عرف بأبوته وانسانيته ومواقفه التي لا تحصى محليًا وخارجياً.. (رحمك الله يا نايف الخير) لما قدمته لدينك ووطنك. فما من مجال إلا لسموه الكريم -رحمه الله- بصمة واضحة فيه، بداية بمجال الأمن وما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار والجهود التي بذلت في مكافحة الإرهاب حتى أصبحت المملكة مرجعاً عالمياً يستفاد منه وخاصة في تأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية ضمن برنامج المناصحة لتأهيل من ضل عن الطريق الحق. ولا يخفى على أحد ما لسموه الكريم -رحمه الله- من مواقف بطولية تدل على حكمته وسياسته في حل كثير من القضايا ومعالجته المشكلات بأرقى الأساليب وأنجع الطرق. وما تقلده سموه -رحمه الله- في سن مبكرة من مناصب ما هو إلا دليل حنكته وحسن تصرفه بداية بتعيينه وكيلاً لإمارة منطقة الرياض ثم أميراً لمنطقة الرياض ثم نائباً لوزير الداخلية ثم وزيراً للداخلية ثم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ثم ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وغير ذلك من المناصب الفخرية والإدارية كالإشراف على الحملات واللجان الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني ورئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية وعضو في هيئة البيعة وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وغيرها.. فمناقبه كثيرة -رحمه الله- وأياديه البيضاء شملت وعمت؛ فرئاسته للهيئة العليا لجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بفروعها تعد بابًا مفتوحًا من أبواب الخير تنصر بها السنة وتقمع بها البدعة. وقد نال سموه -رحمه الله- العديد من الأوسمة ومن ضمنها وسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام في المملكة العربية السعودية. فنسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه خير الجزاء وندعو الله جلت قدرته أن يلهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجميع أفراد الأسرة المالكة وجميع الشعب السعودي والأمة الاسلامية الصبر والسلوان في فقيدها. عبدالله بن عبدالعزيز الناصر