أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أن الاستقرار مطلب شرعي ودنيوي ودولي ومحلي وأسري وسياسي واقتصادي وتربوي، مؤكدًا أن الفوضى تؤدي إلى التفكك . وأضاف «إن أثر الاستقرار وحاجة بني الإنسان إليه جاء في كلمات يسيرات من فم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: من أصبح آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، ولما كانت نظم المجتمع المختلفة سياسية واقتصادية ودينية وتربوية تشكل البناء الاجتماعي الذي يشبع احتياج المجتمعات دون تنغيص فقد جعلت الشريعة الغراء الاستقرار مقياسًا رئيسًا في كل مشروع ووجوده سبب في النجاح وفقدانه فشل في السير الآمن في دروب الحياة واختلال لكل مشروع، قال صلوات الله وسلامه عليه: من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه وما ذاك إلا حماية للمجتمع وتوطيدًا للاستقرار؛ لأن في قتل المزعزع وحده حياة. وقال: إنّ الفوضى لا تثمر إلا تفككًا والشغب لا يلد إلا عنفًا واضطرابًا والسعي الهادي بلا التفات يوصل إلى المبتغى قبل السعي المشوب بالالتفات.وأضاف: مرت بلادنا بأزمات عضال كاد بها الكائدين فأعانها الله على الخروج منها كما تخرج الشعرة من العجين وهي تقاد بأوتاد وأطواد من أئمتها وقادتها ومهما فقدت من أركانها فخلفه في دائرة المسؤولية صامد. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس المسلمين بتقوى الله واجتناب المعاصي وقال «إن الدنيا مزرعة للآخرة فالسعيد من زهد في هذه الدار، وأشغل جوارحه بمراقبة العزيز الغفار وألزم نفسه الاتعاظ والادكار، وأضاف: إن هذه الدنيا دار ممر، وليست بدار قرار قال تعالي: «قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ والآخرة خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فتيلا»، وبيّن أن الموفق في هذه الحياة هو من يسارع إلى طاعة ربه عز وجل وإلى الاستجابة لأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الكيّس هو من تيقن تلك الحقيقة فكان مغلبًا لآخرته على دنياه محكمًا هواه بتقوى مولاه وأن الفطن هو من حظي بتوفيق ربه فبادر قبل العوارض وسارع قبل الشواغل واستعد لدار القرار. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: إن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الانشغال عن يوم الحساب حيث قال عليه السلام في الحديث الشريف: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».