يُحذر كثيرون من المهتمين بالتربية أوالذين يعايشون المشكلات التربوية، من مساوئ التقنية الحديثة، وكيف أنها أفسدت كثيرًا من الأخلاق والمبادئ. وأنها في أقل أحوالها أضاعت الأوقات فيما لا يفيد. بعيدًا عن الجدل الذي ربما لا يستطيع كثير من الناس التأثير فيه، لاسيما أن التقنية الحديثة أصبحت واقعًا لا نستطيع تغييره أو الوقوف ضده. قامت أخوات فاضلات، باستغلال التقنية بشكل إيجابي. وليس هذا فقط، فقد أدركن حب الفتيات للنشاطات الإيجابية النافعة لهن ولغيرهن، والصعوبات التي تقف حائلاً أمامهن للمشاركة فيها. عندما يفكر المهتمون بشأن ما في الطرق التي يتجاوزون بها العوائق، فإن عقولهم المبدعة لن تعدم الحيلة. ولذلك فقد فكرت مجموعة من المهتمات بالتربية الذاتية وتطوير المهارات في إقامة مركز صيفي للفتيات باسم (صيف-بنات) على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وهذا الفكرة، مع بساطتها، إلا أنها تتميز بعدد من النقاط، تتجاوز الهدف الرئيس، الذي يكمن في استغلال أوقات الفتيات في تعلم مهارات نافعة. لقد نجحت هذه الفكرة في التغلب على قضيتين كثيرًا ما تحرمان الفتيات من الاستفادة من المراكز الصيفية. الأولى: المواصلات التي يتعذرعلى بعضهن الحصول عليها، وإن وجدت فإنها قد تؤخر وصولهن في الصباح أو في العودة إلى منازلهن ظهرًا. فوجود النشاطات بأكملها على الشبكة يمكّن الفتاة من الاستفادة منها وهي في منزلها. أما الثانية فهي صعوبة ترتيب الجدول بما يتناسب مع ظروف الإجازة والتزاماتها الأسرية. ولذلك فقد وضع جدول الفعاليات والنشاطات بشكل مرن، يسمح للفتاة بالدخول إليه في أي وقت يناسبها. يتضمن المركز برنامجًا لحفظ القرآن الكريم، ودورات لتطوير المهارات الحياتية المتنوعة، إضافة إلى مسابقات ترفيهية. ويمتاز بأنه يجمع جهود المغردات تحت مظلة هذا المركز الصيفي وفق خطة واضحة ومعدة بعناية. كم سيكون جميلًا لو وجه التربويون جزءًا من جهودهم إلى استثمار التقنيات الحديثة لتحقيق أهدافهم بما يتوافق مع روح العصر واهتمامات الأجيال الشابة. وحتمًا سينجحون، بعون الله تعالى. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] تويتر: @mshraim