لا يمكن وصف وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، إلا ب "الفاجعة" التي حلت على الشعب السعودي خاصة والأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي عامة. فسموه شخصية استثنائية، وسجله مرصع بالانجازات. كان للفقيد الذي عرف عنه حلمه و حزمه في آن ، و كرمه و سخائه و مساعدة المحتاج و حبه الشديد لفعل الخير، دور بارز في خدمة الحج والحجيج ووضعه الخطط والإشراف عليها ومتابعتها لإنجاح مواسم الحج، وتأسيسه للعديد من الجوائز والكراسي ومراكز الأبحاث العلمية في العديد من الجامعات، إضافة إلى اسهاماته المتعددة على الصعيد الإنساني والخيري ورئاسته للجان الإغاثة لمساعدة دول عدة في مختلف قارات العالم لمواجهة آثار الكوارث الطبيعية والبيئية. على صعيد الملف الأمني الذي أداره -رحمه الله- بكل كفاءة واقتدار، تبرز التجربة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، كتجربة ريادية على مستوى العالم عندما أصبحت تلك التجربة نموذجاً يحتذى به من قبل العديد من الدول بما في ذلك الدول المتقدمة، إلى جانب مساهمتها الكبيرة في اقتلاع هذه الآفة الخبيثة من تراب الوطن، حيث كان من اللافت تميزها بأنها لم تكن تعتمد على الجهود الأمنية فقط، بل أيضًا على الجهود الفكرية والاجتماعية. فالرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في خطاب عزائه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في وفاة سمو ولي العهد أمس الأول: "تحت قيادته طورت الولاياتالمتحدة والسعودية شراكة قوية وفعالة في محاربة الإرهاب وهي شراكة أنقذت أرواح العديد من الأمريكيين والسعوديين." أيضا نستذكر وصف الباحثة البريطانية في برنامج الشرق الأوسط جين كنينمونت الأمير نايف بأنه "أحد أعمدة الاستقرار في الشرق الأوسط، والحريص على مصالح المملكة". ومن إنجازات سموه التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية، تأسيس مركز الأمير محمد بن نايف ل"المناصحة"؛ الذي يقدم النصح للشباب الذين غررت بهم الفئة الضالة ليصبحوا مواطنين نافعين في بلادهم. سياسيًا، كان لسموه دور بارز في إتمام اتفاقيات الحدود مع عدد من الدول المجاورة. وكذلك دعمه الكبير -رحمه الله- للقضية الفلسطينية، وذلك بترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى التي أنشئت عام 2000 م. تغمد الله عبده نايف بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إنا لله وإنا إليه راجعون.