مضى أكثر من اثني عشر عامًا على عقد المتعهد الرسمي للمقصف المدرسي. ويتجدد العقد من غير أي ميزة يقدمها المتعهد للطالب تجعله يحافظ على العقد، مع أنه لا يوجد اهتمام بتغذية الطالب، بل إن هناك دراسة علمية أثبتت أن نسبة الأملاح مرتفعة لدى طلاب المرحلة المتوسطة، كما أن هناك سوء تغذية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية، فالطالب يأكل قطعة من البريك الذي يحتاج إلى ماء لإزالته من حلقه، ودفعه إلى المعدة، وسندوتش يُحقن الجبن فيه بإبرة، والخبز غير طازج!! أو سندوتش طعمية مُنع في الفترة الأخيرة لرداءته، وضبط أعداد كبيرة منه منتهي الصلاحية. أقول: لقد تعلمنا في مدينة جدة المرحلة الابتدائية قبل 37 عامًا، وكان وضع المقصف أفضل بكثير من الوضع الحالي، فالطالب إذا لم يتناول وجبة إفطار في المنزل يجد ما يعوّضه في المقصف، مثل سندوتشات طازجة متنوعة، وشاي بالحليب، وأنواع مختلفة من البسكويت المفيد. فلماذا يحرم أبناؤنا في المدارس من التغذية الجيدة؟ وأين مصلحة الطلاب في التعاقد مع هذا المتعهد؟ ولماذا نجدد التعاقد معه دون أي أفضلية تميّزه؟ لقد كان حريًّا بهذا المتعهد خلال الاثني عشر عامًا الماضية أن يُقدِّم خدمة راقية، بإنشاء صالات لتناول الطعام، وتقديم وجبات طازجة مغذية وصحية ومفيدة. وبذلك يجد الطالب ما يعوّضه عن وجبة الإفطار، ممّا يزيد من نشاطه وحيويته، ويستطيع أن يكمل يومه الدراسي بقدرة أكبر على الاستيعاب والفهم.. لكن الملاحظ أن المهم لدى هذا المتعهد جمع المال، ولو على حساب صحة الطالب. وأطلب من إدارات التعليم، وجمعية حقوق الإنسان النزول إلى الميدان، والاطّلاع على المدارس التي يُقدِّم المتعهد فيها وجباته، وتقييم الوضع الصحي للطلاب لرفع الضرر عنهم، بل نرجو إلزامه بإنشاء صالات لتناول الطعام وفق مواصفات عالمية. ناجي محمد زارع ماجستير إدارة تربوية وتخطيط