استهدفت عمليات مداهمة أمس الاثنين منازل عدد من قادة المعارضة في موسكو عشية تظاهرة كبيرة دعوا إليها ضد الرئيس فلاديمير بوتين. وشملت عمليات المداهمة خصوصا منزل المدون اليكسي نافالني الذي يدعو إلى مكافحة الفساد وزعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف وقائد حركة تضامن ايليا ياشين. وذكرت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس أمس أن الشرطة الروسية قامت بتفتيش منازل معارضين بارزين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في تحذير واضح بأن صبره نفد من المعارضة قبل يوم من مظاهرة قد تجتذب آلاف الأشخاص في تحد لحكمه. ويرى مراقبون أن عمليات تفتيش مساكن زعماء المعارضة صباح أمس تعتبر مؤشرا جديدا على تحول بوتين لتكتيكات أكثر عداونية لسحق الاحتجاجات في بداية ولايته الرئاسية التي تمتد لست سنوات. ويوم الجمعة وقع بوتين قانونا تزيد بموجبه الغرامات التي تحصل على خرق النظام العام في احتجاجات الشوارع متجاهلا تحذيرات مجلس حقوق الإنسان بعدم دستوريتها. وقال معارضو بوتين إن القانون محاولة لإسكات المعارضة. وقال جهاز التحقيقات الرئيس إنه يعتزم تنفيذ نحو عشر عمليات تفتيش فيما يتصل بتحقيق جنائي في أعمال عنف ارتكبت ضد الشرطة خلال احتجاج في موسكو عشية تولي بوتين الرئاسة في السابع من مايو الماضي. وقالت لجنة التحقيق الاتحادية على موقعها على الإنترنت إن عمليات التفتيش شملت شقتي الزعيمين المعارضين البارزين اليكسي نافالني وسيرجي اودالتسوف بموسكو. وقال نشطاء إن المذيعة التلفزيونية كيسينا سوبتشاك ونائب رئيس الوزراء الأسبق بوريس نمتسوف بين المستهدفين. وكتب نافالني وهو مدون مناهض للفساد وأحد منظمي احتجاجات اندلعت بسبب مزاعم بتزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر الماضي وفاز بها حزب بوتين على موقع تويتر «يجري تفتيش منزلي. كسروا الباب فعليا. وفي وقت لاحق ذكر أن أجهزة إلكترونية صودرت من منزله «بما في ذلك أقراص عليها صور أطفاله.» وقال راديو ايخو موسكفي إن الشرطة منعت محامي نافالني من دخول الشقة طوال ساعات. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن المتحدثة باسمه قولها إن شرطة مسلحة موجودة في مكتب يستخدمه. ولم يكن هناك أي شخص في المكتب في ذلك الحين. فيما قال سيرغي اودالتسوف أن السلطات الأمنية استدعته للحضور نهار اليوم الثلاثاء 12 يونيو في الحادية عشرة وبهذا ترمي السلطات ألا أشارك في المسيرة المليونية. وقال عن البحث في شقته استمر لست ساعات وأخذوا معهم الكثير من المواد الإليكترونية. وقال معارضون آخرون إن عمليات التفتيش مؤشر على تخلي بوتين عن الديمقراطية. وقال سيرجي ميتروخين وهو زعيم معارض ليبرالي لراديو ايخو موسكفي «توقف بوتين حتى عن محاكاة الديمقراطية». وأعرب عشرات عن غضبهم إزاء هذا التحرك على شبكة الإنترنت التي استخدمتها المعارضة لتنظيم احتجاجات حاشدة تهدد سلطة بوتين في التفاف على التلفزيون الذي يخضع لسيطرة كاملة من جانب الدولة. وكتب أحدهم على تويتر «فوفا مجنون» في إشارة لبوتين باستخدام الكنية الشائعة لفلاديمير. وأوردت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن فلاديمير ماركين المتحدث باسم لجنة التحقيق الاتحادية أن من جرى تفتيش منازلهم أمس الاثنين استدعوا للمثول أمام محققين اليوم الثلاثاء مما يعرقل على الأرجح خططهم للمشاركة في احتجاج مناهض للحكومة. وحصل زعماء المعارضة على تصريح للمسيرة والتجمع الحاشد بوسط موسكو وهي اختبار لقدرتهم على مواصلة الضغط على بوتين رغم القانون الجديد الذي رفع الغرامات التي تتصل بالاحتجاجات إلى 300 ألف رويل (9200 دولار) للمشاركين ومليون روبل (36 الف دولار) للمنظمين.