ما زالت عائلة خديجة طويلع البلوي تنتظر بارقة أمل في حل معاناتهم بعد وفاة ابنتهم خديجة (40 سنة)، في مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة بداية هذا الشهر. وأوضح شقيقها يوسف ل «المدينة»: أنها كانت من ضمن معاقي مركز التأهيل في تبوك قبل نقلها مؤخرا إلى المدينةالمنورة، وكانت تعاني من تخلف عقلي بالإضافة إلى فشل كلوي وكانت مع ذلك تتمتع بصحة جيدة نظير اهتمام منسوبي مركز تبوك بها ومراجعتها للمستشفى بانتظام. وأردف قائلا: بعد ذلك تم نقلها من تبوك إلى المدينة عندما أمر أمير منطقة تبوك بإخلاء المبنى فورا وتم نقلها للمدينة بواسطة باصات غير مجهزة بالتجهيز الطبي، مضيفًا: كانت شقيقتي تقوم بالغسيل كل 8 ساعات واستغرقت رحلتهم بالباصات يومًا كاملًا غير آبهين بأن شقيقتي تحتاج إلى الغسيل ويوجد أنابيب قسطرة في بطنها تستخدم للغسيل البروتوني، وبعد وصولها إلى تأهيل المدينة وبالرغم من وجود عدد من الأطباء فإنه حدثت لها مشكلات صحية تمثلت في التصاق الأمعاء واشتباه بوجود الزائدة الدودية وتسمم في الدم وانخفاض في ضغط الدم، مما أجبرهم على نقلها إلى مستشفى الملك فهد في المدينة والذي طالب فورا بإجراء عمليات جراحية لها واتضح وجود التصاق في الأمعاء الدقيقة مع انبوب الغسيل بسبب نقلها من تبوك إلى المدينة، وتم استئصال الزائدة أثناء العملية الأولى وفك التلاصق، ثم أجريت لها عملية ثانية متمثلة في قسطرة في القدم اليمنى للغسيل الدموي إلا أن العملية لم تنجح بسبب وجود خطأ طبي حسب إفادة أحد الأطباء، ثم أجريت العملية الثالثة لمعالجة الخطأ الطبي في العملية السابقة إلا أنها انتقلت إلى رحمة الله بعد العملية الثالثة بعدة ساعات. وطالب يوسف البلوي من اصحاب القرار ومن المسؤولين محاسبة كل من تسبب في وفاة شقيقتي وأطالب بالتحقيق مع مدير مركز التأهيل في المدينة وعلى من كان له الأمر في نقلهم بالطرق البدائية من تبوك إلى المدينة والتي لا ترتقي إلى ابسط حق من حقوق المواطن، مؤكدا في نهاية حديثه بأنه قام بمراسلة حقوق الإنسان وهيئة الرقابة في هذا الأمر. من جانبه أوضح مدير التأهيل الشامل في تبوك أسعد أبو هاشم أن المريضة قد أجريت لها جلسة الغسيل قبل مغادرتها تبوك، وأنها تقوم بالغسل في اليوم مرة واحدة وتستغرق جلسة الغسيل 8 ساعات، مؤكدًا أن المريضة نقلت إلى المدينة عبر باص مجهز ومعها أجهزة ومحاليل الغسيل برفقة الممرضة وأنها سلمت إلى تأهيل المدينة بصحة جيدة، بالإضافة إلى أنه تم تسليم الكادر الصحي بالمدينة ملفها الطبي قبل وصولها بيوم، وبعد وصولها تم الاطمئنان على صحتها من قبل طبيب تأهيل تبوك الذي كان متواجدا هناك وتم إبلاغ مدير مركز تأهيل المدينة بحالتها في حينها. وأضاف أنه سمع من ممرضي التأهيل المرافقين بأنه تم إحضار طبيب الكلى من أحد المستشفيات الحكومية للكشف عليها ومن ثم نقلت لمستشفى الملك فهد للاطمئنان عليها وإجراء الفحوصات الطبية لها وتم إعادتها مجددا للمركز وبقيت اسبوعين بالمركز وكانت تقوم بجلسات الغسيل، ومن ثم تردت حالتها الصحية ونقلت لمستشفى الملك فهد مجددا حتى فارقت الحياة بعد إجراء عدة عمليات لها، ناقلا تعازيه وتعازي كل منسوبي التأهيل الشامل في تبوك إلى أسرتها. من جهة أخرى علمت «المدينة» من مصادر مطلعة أن هناك نقصا كبيرا في عمال العناية الشخصية للمعاقين وخصوصا لنزلاء تبوك والذي يبلغ عددهم حوالى 245 نزيلا ونزيلة، وخصوصا لدى النزيلات أكثر بواقع عاملة واحدة لكل عشر مريضات تقريبا، والتي تحتاج الواحدة منهن إلى الاستحمام والتغذية والنظافة الشخصية وتغيير الحفاظات الخاصة لمثل من هو بحالتهن، وكذلك عدم إشراف موظفي وموظفات تأهيل المدينة على مهاجع نزلاء تبوك (مراقب، اختصاصي). وعلمت «المدينة» كذلك من مصادر طبية أنه أدخل إلى مستشفيات المدينة 8 نزلاء من نزلاء تأهيل تبوك خرج منهم أربعة بعد تلقيهم العناية الطبية فيما بقي الأربعة الآخرون تحت العلاج بمستشفى الولادة والأطفال ومستشفى الملك فهد. وطالب ذوو النزلاء وزارة الشؤون الاجتماعية بإعادة نزلاء تبوك من المدينةالمنورة بأسرع وقت ممكن كون خمسة منهم قد انتقلوا إلى رحمة الله و8 آخرون أُدخلوا إلى المستشفيات، كل منهم يعاني من مرض معين وكذلك قلة الاهتمام والنقص في عدد العمالة، كما شاهدوها بأنفسهم، ونقلهم إلى المبنى الذي تملكه وزارة الشؤون الاجتماعية الذي تم الانتهاء منه والذي يخص دار الملاحظة الاجتماعية في تبوك. كذلك طالب ذوو النزلاء إدارة تأهيل المدينة بالرد على هواتف المركز للقسمين الرجالي والنسائي وذلك لطمأنتنا على أوضاع نزلائنا بالمركز. وعلمت «المدينة» أنه تم تدوير المناصب الإدارية في تأهيل المدينة أمس الأول.