هناك بعض الظواهر السلبية بالمسجد الحرام في تعامل بعض العاملين، وسلوك بعض زواره، ولهذه السلبيات آثارها الضارة وانعكاساتها المعنوية والمادية، ولعلي أسهم بالإشارة ببعض ما أراه من وجهة نظري سلبًا، كما أسهم في تصور لبعض الحلول التي تطرح للنقاش وتحتاج للدراسة، ومن تلك السلبيات الآتي: أولًا: شروع بعض العاملين في إخراج قلة من النساء من المطاف، وخصوصًا من انتظمن بين الصفوف حول الكعبة وكثير منهن من القواعد، ولا ضير في ذلك لو أن الأمر يتم قبل الأذان بفترة، لكن أن يتم قبل قيام الصلاة بدقائق والناس في حال سكون، فهو ما يحتاج إلى إعادة نظر، فإخراجهن يحدث بالمزاحمة، واعتلائهن لظهور الرجال للخروج، وقد يعرضهن لفقدان المُرافِق، والواقع أن جلوسهن منكر، وإزالة المنكر بمنكر هو ما يحتاج إلى إعادة نظر. ثانيًا: أفهم أن الطواف بالبيت مقدم على الركوع والسجود، ولكن ما يُلاحَظ أن القائمين على التنظيم يخالفون ذلك التوجيه، فتجدهم يعطون الفرصة للافتراش، بل يحثون على الجلوس للصلاة أولًا، خصوصًا قبل الأذان وبعده بفترة وجيزة، ويمنعون الطائفين الذكور من الخروج مما فيه متسع بحشرهم للخروج من الأماكن الحرجة حول المقام، بل يصل الأمر إلى المعاندة والمشادة والتعطيل، ولعلهم يفهمون بالالتزام بالتوجيه الرباني أولًا ما أمكن وتسهيل مرورهم إلى حيث المتسع. ثالثًا: تقبيل الحجر الأسود سنة يثاب عليها الفاعل، ولا يعاقب تاركها، ويا حبذا لو أبدى مشايخنا الأفاضل الرأي في حجبه أوقات الذروة واحتشاد الناس، فذلك أدعى للسلامة والأمن. رابعًا: هل يمكن لإدارتي التوجيه بوزارتي الحج والداخلية أن تُعدّا فيلمًا إرشاديًا مختصرًا يُعرض إجباريًا على رحلات السعودية القادمة من الخارج بلغة تُناسب لغة القادمين بكيفية الطواف وأداء النسك وأهمية الامتناع عن تلويث المسجد الحرام بالقاذروات، والعقوبات التي تفرض على مهربي المخدرات... الخ. خامسًا: أذكر إبان عملي مديرًا لمرور مكة أنني شرعت في تحديد أماكن حول المسجد الحرام -في حينه- للعربات لخدمة العجزة كوسيلة مواصلات، وعرقلها تطبيق الأمن الشامل، فهل هناك إمكانية لتنظيم ذلك الآن بالتصريح للشباب للعمل فيها بعد تأهيلهم وتسجيلهم بدلًا من مطاردتهم كما يحدث الآن. سادسًا: ظاهرة التسول وخصوصًا مبتوري الأطراف من الأطفال حول الحرم، هل يتم منعهم بطريقة نش الذباب، أم بخطة محكمة تعتمد على مراقبة من يتولّى إحضارهم وإعادتهم وأماكن سكناهم ومن ثم ضبطهم، فهل نرى ذلك واقعًا؟! سابعًا: مسألة الصلاة على الموتى، ألا يمكن أن تتم في أماكن محددة خارج المطاف، سيما أن الدخول بهم أو الخروج من المطاف هو المعاناة عينها وخصوصًا في المواسم. والسؤال الذي اختتم به الموضوع.. هل هناك مراجعة وتقييم لكل إجراءاتنا وما نواجهه..؟ هو ما أتمناه!!