وردت أحاديث كثيرة تدعو إلى المسح على رأس اليتم، من ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: "إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المساكين وامسح رأس اليتيم". ومن ذلك أيضا حديث أبي الدرداء حيث جاء فيه: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك: ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول:" اللهم رب الناس أذهب البأس اشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً. في دراسة على الأيتام في الحرب العالمية الثانية وجدت أن الطفل الذي يلمس مقارنة بالطفل الذي لا يلمس، يزيد وزنه بمعدل 47 بالمائة، وجهازه العصبي ينضج أسرع، ويكون أكثر نشاطا، ويتشافى من الأمراض والالتهابات أسرع، وبعد أن يكبر قليلاً تكون نتائج الاختبارات العقلية والنفسية عنده أفضل. تمت هذه الدراسة السابقة بعد ملاحظة كما تقول الباحثة الدكتورة مها يوسف الجار الله واضحة على جناحين للأطفال الأيتام الصغار، حيث لوحظ أن جناحاً من الأجنحة التي فيها أطفال أيتام صغار يبدون أكثر صحة وأقل بكاءً من الأجنحة الأخرى التي فيها الأطفال الأيتام أكثر مرضاً وأكثر بكاءً؛ بل وأكثر وفيات. إن اللمس أو المسح حاجة طبيعية أساسية وضرورية، وإن اللمس وحده لغة تفاهم وتعامل. وإن الإنسان يدخر طاقة عظمى في كفه الأيمن لابد من أن يحسن توظيفها للآخرين ممن يتعايش معهم ومن هم في حاجة إليه. وإن في اليتيم شحنات سلبية تظهر تلقائياً لفقده لأبيه، ولابد من مساعدته في التخلص منها، وأمثل طريقة تبيّن مدى تعاطف الآخرين معه وحنوهم عليه المسح على رأسه. وإن في كف الإنسان الأيمن طاقة كبيرة، لذا استخدمها المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسح على رأس اليتيم والمسح على موطن الألم للمريض. وإن رأس الإنسان الذي فيه الجهاز العصبي تهدأ موجة غضبه ونفرته من الآخرين بالمسح عليه أكثر من مرة.