أوضح وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه أن وجود القدوة الجيدة والحسنة في العمل قد يكون هو الوسيلة الأفضل لنشر الأخلاق مستشهدًا فى حديثه بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان قدوة للبشر افتخر بها صحابته وتابع الوزير نحن لا نقارن بهم وذلك للفارق الكبير ولكن من واجبنا جميعًا إذا شاهدنا هذه الخصلة في أحد الزملاء أن نشكره عليها ونعمل على تحفيزه. وذكر الوزير خلال افتتاحه أمس ملتقى أخلاقيات العمل والأعمال ما تقوم به وزارة العمل في كل شهر تجاه موظفيها بعد أن طبقت الوزارة برنامج شكرًا لدعم الموظفين المميزين والذي يقوم على منح شهادات شكر ل 103 موظفين من كل شهر نظير الجهود التي يقومون بها وذلك بدافع التحفيز والتشجيع. أشار الوزير إلى إمكانية تقديم الشكوى في أي مسؤول فالموظف يستطيع تقديم الشكوى على المدير لمن هو أعلى منه منصبًا وذلك كشكوى وكيل الوزارة للوزير وشكوى الوزير ذاته للملك فكل شخص مسؤول عن عمله مشيرًا إلى أن موضوع الشكوى ووجود ذلك في الأجهزة الحكومية منذ زمن فجميعنا يعمل تحت منظومة واحدة تهتم لمصلحة البلاد. وأكد الوزير أن الوزارة تبنت العديد من البرامج التي تعمل على تغيير ثقافة الشاب السعودي تجاه القطاع الخاص وذلك حتى يكون مهيأ للعمل فيه مشيرًا إلى أن هذه البرامج تنوعت بين ما يهدف إلى البحث عن الشباب السعودي الراغب في العمل فيما كان البعض منها ذو علاقة بالبرامج التدريبية لاكتساب العديد من المهارات الحياتية وغيرها وهذا ما يتم تطبيقه في «حافز» على سبيل المثال وبعضها مرتبط بتفعيل آليات جديدة في صندوق الموارد البشرية والذي سيكون له مستقبل في ظل دعم الدولة للشباب الباحثين عن العمل. وكان وزير العمل قد افتتح في التاسعة من صباح الأمس، ملتقى أخلاقيات العمل والأعمال، تحت شعار (العودة إلى الأصالة) وذلك بقاعة القصر بفندق جدة هيلتون وسط حضور قياديي قطاع الأعمال وصناع القرار في القطاعين الحكومي والخاص. من جانبه أوضح د.أبوركبة أن المنتدى يسعى إلى التأكيد على أهمية ترسيخ ممارسة الأخلاقيات النابعة من تراث بلادنا سواء بين الأعمال أو داخل المنظمات، مشيرًا إلى أن وجود هذه الأخلاقيات يساعد قطاع الأعمال ليصبح أكثر إنتاجية وفعالية وبالتالي أكثر تنافسية. وبيّن د.أبوركبة أن الأخلاقيات الأصيلة هي مهارات حياتية يجب أن يتمتع بها الإنسان سواء في حياته العامة أو العملية. والمنظمات هي شخصية اعتبارية تتكون من أفراد تؤثر وتتأثر بأخلاقياتهم وبالتالي تكون بيئة عمل صحية أو غير صحية، موضحًا أن أهمية انعقاد الملتقى تظهر في ظل المتغيرات الأخلاقية والتي تأثرت بالأزمات الاقتصادية الأخيرة ولنعيد التأكيد على بعض الأخلاقيات الأصيلة الجميلة التي كادت تندثر أو بدأت فى التلاشي في أيامنا هذه. وأعرب أمين عام الملتقى عن إعزاز الغرفة التجارية الصناعية بجدة ومكتب الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة لتنظيم المؤتمرات بشراكة استراتيجية مع وزارة العمل وبدعم ومساهمة متميزة من رعاة هذا الملتقى بتنظيم هذا الحدث التاريخي للتركيز على بناء القيم والأخلاقيات في قطاع الأعمال.ونوه المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة بدور الغرفة التجارية الصناعية بجدة والتي جعلت من غرس أخلاقيات العمل وتأصيل الالتزام الأخلاقي أحد أهدافها الاستراتيجية في دورتها الحالية، مبينًا أن الغرفة أسست إدارة مكارم الأخلاق بمركز المسؤولية الاجتماعية لتدعو إلى إحياء أخلاقيات العمل في 30 مهنة تجارية وغرس القيم لدى القائمين على التربية حتى لا يكون المجتمع بشكل عام وقطاع الأعمال على وجه الخصوص مطبقًا لمكارم الأخلاق الصحيحة وذلك من خلال تأصيل مبادئ الإخلاص والعدل والرحمة والتحكم في النفس والشجاعة والأمانة والالتزام وتحمل المسؤولية واحترام الآخرين والموازنة بين الأصالة والمعاصرة والعمل الجماعي وحسن التعامل والتفهم والاتزان والايجابية والانفتاح على الثقافات والوسطية والصدق والتقوى في الأعمال التجارية. وتناول الحمدان ميثاق الشرف الأخلاقي الذي وضعته الغرفة التجارية الصناعية بجدة والذي يُعد الأول من نوعه على مستوى الغرف السعودية والذي يشدد على ضرورة الالتزام بالأخلاق الإسلامية في التجارة كالثقة والتضامن ومنع الغش التجاري والاحتكار والتستر ورفع الأسعار والطمع والجشع ومحاربة الظواهر التي تتنافى مع أخلاق التاجر المسلم، مبينًا أن غرفة جدة لا تهدف إلى دفع وتنمية الشأن الاقتصادي فقط بل تهدف إلى تبنى مكارم الأخلاق حيث لا يمكن أن تستقيم التجارة أو الصناعة بدون أخلاق فمن المهم أن يكون هناك تنظيم مثالي يحكم العلاقة التجارية والأخلاقية بين التجار بعضهم ببعض من جانب والتجار والمستهلكين من جانب آخر، مبينًا أن فكرة الميثاق هدفت إلى إعادة ما كان موجودًا في القدم والعمل على استقطاب كبار التجار وصغارهم ليتبنوا هذا الميثاق لبناء تاريخ جديد لسمعة التجار في مدينة جدة.وأعرب الحمدان في ختام كلمته عن شكره الوزير لتشريف هذا الحدث وغيره من الأحداث التي تعزز موقع المملكة كواجهة حضارية وفكرية على مستوى المنطقة، معربًا عن أمله بأن يخرج الملتقى بالتوصيات التي ترقى إلى تعزيز وتحقيق طموحات ولاة الأمر لتظل المملكة العربية السعودية منبرًا لنشر وتعزيز القيم التي تحافظ على الإنسان وتنمية المكان.من جانبها اشارت الدكتورة أمل شيرة نائب رئيس لجنة الموارد البشرية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة إلى أن هذا الملتقى هو دعوة للتمسك بأواصر الخالق الكريم واستعراض ثمرات الإلتزام بالمنهج الرباني والتأكيد على أخلاقيات العمل كمرجع اساسي لإنجاح كافة الأعمال والتركيز من خلال جلساته وفعالياته المصاحبة على ضرورة المحافظة على الأخلاقيات المتعارف عليها والعودة الى أصالة الأخلاقيات والقيم الإسلامية لبناء بيئة عمل منتجة وفعالة في ظل المتغيرات الأخلاقية اليوم.وبينت د.شيرة أن شعار الملتقى «العودة الى الأصالة» له ثلاثة أهداف رئيسية وهي تعزيز القيم الأخلاقية في المنظمات والأفراد، وخلق ميزة تنافسية في قطاع الأعمال، والتعرف على دور الأخلاقيات في تحسين المسؤولية الاجتماعية للمنظمات، والتأكيد على دور السلوك الأخلاقي في تحسين وتحقيق الأهداف الربحية، مشيرةً إلى أن الملتقى يشتمل على أكثر من 20 ورقة عمل وجلسات حوار علمية، إضافة إلى عدد من اللقاءات والفعاليات المصاحبة تغطي العديد من المحاور من أبرزها المسؤولية الأخلاقية من منظور قيادي وأخلاقيات الأعمال.. العودة الى الأصالة ودور القيم وأخلاقيات المنظمات على المجتمع وأخلاقيات العمل من منظور إسلامي، وتأثير أخلاقيات الأعمال في بناء التنافسية داخل وبين المنظمات إضافة لتجارب وقصص ناجحة ويشارك في الملتقى 30 من القياديين والخبراء والممارسين ورجال الأعمال.