حلت ذكرى النكبة الرابعة والستين دون أن نسمع كلمة أو نقرأ مقالة واحدة، يتحدث فيها عن المناسبة، أحد رجال الدين أو الكتاب الذين خرجوا علينا بحملة زيارة القدس الشريف والمسجد الأقصى ! لن أدخل في النوايا فهذا ليس من طبيعتي، أنا أتساءل فحسب، وسؤالي لم ولن يكون مغرضاً، ولم ولن يكون محملاً بإجابة ضمنية أريد أن أقود القارئ للوصول إليها. أنا أسأل فقط عما إذا كانت زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك بعد مرور خمسة وأربعين عاما على احتلاله، أهم من التذكير بضرورة تحرير فلسطين، وأهم من ربط وجدان الأمة وعقلها وضميرها، بذاكرتها التي لو ضاعت فإنها ستضيع الأمة معها؟ زيارة القدسالمحتلة والصلاة في المسجد الأقصى الذي يحرم الفلسطينيون من زيارته إلا حسب شروط غاية في التعسف، ليست هي بيت القصيد بالنسبة للمؤمن. ما فائدة زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى بعد ما صرح بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني، بأنه لن يتخلى عن سيادة إسرائيل على مدينة القدس في الكلمة التي ألقاها الأسبوع الماضي بمناسبة احتفال العدو باحتلال القدس؟ وما الفائدة التي يمكن أن نجنيها من زيارة القدس وقد أكد نتنياهو في كلمته الأخيرة بأن بقاء القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، هو الضمانة الوحيدة لصيانة المقدسات للأديان الثلاثة؟ ثم كيف لي أن أقتنع أو أصدق بأن زيارة القدس لن تصب في مصلحة التطبيع مع العدو بأي شكل من الأشكال، في ظل تجاهل من قاموا بها للذكرى الرابعة والستين لوقوع النكبة؟ في القضية الفلسطينية يصعب بل يستحيل علينا أن نفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي. ربما يكون المتحمسون لزيارة القدس لا يدركون هذه الحقيقة الساطعة، لكن قليلا من التفكير والتأمل سيكون كفيلا بإيصالهم لهذا الاستنتاج. الأيديولوجية الصهيونية وظفت نصوص التوراة والتلمود لتمنح نفسها الشرعية الدينية المطلوبة، مما يدل على تداخل الديني بالسياسي في القضية، فهل من الحكمة أن نقوم نحن بالفصل بين الأمرين وننظر إلى زيارة القدس باعتبارها شأنا دينيا لا علاقة له بالسياسة؟ أحذروا الفخ. [email protected]