تناولتُ منذ فترة -في أكثر من مقال- نقاشًا أثاره زميلٌ إعلاميٌّ في بريده الإليكتروني حول تردّي حالة الملاعب الرياضية في المدارس النموذجية، واتفاق المتناقشين حول نقص الإمكانيات المخصصة للأنشطة، والمواد الفنية، والمعامل، وعجز كثير من المدارس عن استيفاء العملية التعليمية، كما ينبغي أن تكون عليه في معظم مدارسنا. وتساءلتُ: ما السبب؟! والواقع أن مَن ينظر إلى ما هيّأته الدولة من مخصصات للتعليم، يجعل إثارة مثل هذه الأسئلة أمرًا مؤلمًا، ولا يتفق مع الأرقام، ولا مع طموحات القيادة. فهناك اهتمام استثنائي بالتعليم الذي اتفق كثير من الخبراء أنه الأساس الرئيس للدول في سباقها لتطوير نفسها، واللحاق بركب التطوّر والتحديث، وفي بناء المواطن السعودي الذي يمثل ثروة الوطن الأولى، ويُعدُّ حجر الزاوية في منظومة التنمية. وقد أكّد الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم أن القيادة الحكيمة والواعية لخادم الحرمين الشريفين مكّنت من تحقيق خطوات جادّة وملموسة في مشروع بناء مجتمع المعرفة، والصناعات المعرفية. واستشهد سموّه لدى افتتاحه منتدى التقنيات المتقدمة 2009 بما تحمله من رؤية وبرامج، والدعم الكبير لقطاع التعليم الفني، والمهني، والتقني، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام، ومشروع الحكومة الإلكترونية، والتوجه الكبير لإنشاء المزيد من الجامعات في المملكة، فضلاً عن ما أعلنته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مخصصات قاربت الثمانية مليارات ريال للاستثمار في بناء منظومة العلوم، والتقنية، والابتكار في المملكة، وخطط ومشروعات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع. وكان سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم قد تبنى مع نخبة من أبناء الوطن صياغة إستراتيجية وطنية للتحوّل إلى المجتمع المعرفي، وتقديمها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين. وهي إستراتيجية تحمل -كما يقول سموه- رؤية مستقبلية للمجتمع المعرفي في المملكة قبل حلول 1444ه (2022م)، تعتمد على القدرة الوطنية للابتكار، وكفاءة الإنتاج، والتنافسية العالمية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال بناء ثروة بشرية مبدعة، وتوفير بيئة تقنية متطورة، وإنشاء بنية تحتية حديثة ومحفزة. لذا وبعد كل هذا، وهو القليل من كثير في هذا الاتجاه، يصبح شكوى قطاعات التعليم من نقص في متطلبات صغيرة هنا وهناك في المدارس الحكومية، هو بمثابة الفتات من المخصصات التعليمية، أمر مستغرب، ويجب أن يتم تداركه على وجه العجل. نافذة صغيرة: (عليكم يا أبنائي بالتعليم، واجتهدوا في ذلك، وأتمنّى لكم -إن شاء الله- التوفيق، والصحة، والنجاح في كل أموركم المستقبلية.. مستقبلكم -إن شاء الله- مستقبل خير وبركة. وإن شاء الله ما تجدون من بلادكم إلاّ كل خير. وأوصيكم يا أبنائي بتقوى الله، وبوطنكم، ودولتكم؛ لأنكم -ولله الحمد- أبناء رجال، ما جاءوا بكم إلاّ وهم أكفاء لخدمة هذا الدين، وهذا الوطن، وهذه الدولة). عبدالله بن عبدالعزيز. [email protected]