لا يمكن تشبيه تصريحات المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني حول "الاتحاد الخليجي"، وقبل ذلك زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة، والزعم ب"إيرانية" الجزر الثلاث أبوموسى، وطنب الكبرى، والصغري المحتلة، إلا كصراخ الأطفال الذي قال عنه أطباء: إما أن يكون ناتجًا عن جوع أوألم. فالدولة الفارسية تعيش مشكلات كثيرة، حيث ترزح تحت وطأة العقوبات الغربية؛ بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وهو ما انعكس على الوضع الاقتصادي للبلاد، حيث انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الأوضاع الاقتصادية في بلاده، وقال: إن الكثير من المصانع قد أغلقت إضافة إلى عجز الميزانية، ما أدى إلى إيجاد مشاكل للطبقة العمالية. أيضًا الخلافات داخل النخبة الحاكمة في إيران، فبعد أن كان الخلاف محصورًا بين الإصلاحيين والأصوليين، زج بالإصلاحيين في السجون ووضع بعض منهم تحت الإقامة الجبرية، لتتحوّل مسيرة الصراع نحو التيار الأصولي الحاكم، فالمرشد علي خامنئي وأنصاره من جهة، والرئيس أحمدي نجاد ومؤيدوه من جهة أخرى، حيث تُتهم حكومة نجاد بعدم الولاء للمرشد ولولاية الفقيه، ووصل الخلاف إلى ذروته بتنفيذ النواب الأصوليين في البرلمان تهديدهم باستجواب نجاد، وهو ما تم قبل عدة أشهر. رغم الصراخ الإيراني، فإن مشروع الاتحاد الخليجي "حاصل"، وأن التحريضات الإيرانية لعملائها في البحرين للخروج للتظاهر للحيلولة دون تحقيقه، لا فائدة منها، فالأجدى للإيرانيين التفرغ لمحادثاتهم مع القوى الغربية حيال الموضوع النووي في بغداد الأربعاء المقبل، وحل مشاكلهم الداخلية التي يبدو من الواضح أنهم لم ينجحوا في تصديرها للخارج.