لو أن الرياح السياسية للثورة المصرية مضت في طريقها بالصورة المطلوبة فإن المرشح محمد مرسي عن الإخوان المسلمين كان سيجد طريقه ممهداً للفوز بالمنصب الرئاسي في الانتخابات الوشيكة. ولكنه يخوض الآن معركة خاسرة في ظننا، فالماكينة السياسية الهائلة للجماعة التي تقف وراءه التي حولت جماعة الإخوان المسلمين من جماعة محاصرة في العهد السابق نجحت في الانتخابات البرلمانية وأصبحت القوة المسيطرة فيه في مطلع العام الحالي لكن عليها الآن أن تتعامل مع مرشحها الذي لا يحظى بكاريزما تذكر ومع متغيرات في الرأي العام المصري حيث بات العديد من المصريين غير راضين عن أداء حزب الحرية والعدالة. وأصبح التأييد الذي لقيه الإخوان المسلمون في البداية يتناقص كما يقول العديد من المحللين والمواطنين المصريين العاديين لأن هذا الحزب تنكر لوعوده وحقق القليل من الإنجازات منذ أن فازت كوادره في البرلمان في يناير الماضي. قال بعض المواطنين المصريين عن حزب العدالة والتنمية كان يوزع السلع التنموية على المواطنين أو يبيعها بأسعار مخفضة قبل الانتخابات البرلمانية وجذبوا الناخبين ليصوتوا لهم بالآلاف، لكن بعد الانتخابات اختفى هؤلاء الممولون الحزبيون وشعر المواطنون بأنهم خدعوا. المرشحان اللذان صوتهما مرتفع وتشير التوقعات على احتمال فوزهما وهما عمرو موسى وإسماعيل أبو الفتوح اللذان ربما يشكلان خطرا على مرسي لكن لا يجب ان نستهين بقوة تنظيم الإخوان المسلمين الذين ربما يتحركون في اللحظات الأخيرة بصورة منظمة لمساندة مرشحهم مرسي. حظي الإخوان بتعاطف من الشارع المصري بسبب الاضطهاد الذي عانوه في عهد الرئيس حسني مبارك لكن الفترة القصيرة التي ظهر فيها أداؤهم السياسي في البرلمان أصيبت قطاعات واسعة من المواطنين بالإحباط، إذ أغضب الإخوان المسلمون نشطاء حقوق الإنسان في معالجة قضية المحاكم العسكرية للمدنيين والتغاضي عن رفض حالة الطوارئ. وعلى الرغم من أن حزب الحرية والعدالة ينتقد المجلس العسكري أحياناً في العلن إلا أن الجميع شهدوا تعاوناً مثيراً للدهشة بين الإخوان والمجلس. كما أن حزب الحرية والعدالة منع عضويته أكثر من مرة من الاشتراك في تظاهرات مع بقية فصائل الثورة. كل هذا مما سيؤثر على الأصوات التي سيحصل عليها المرشح محمد مرسي بكل تأكيد وربما لهذه الأسباب مجتمعة تتضاءل فرصه في الفوز بالمنصب الرئاسي..