انتقل 30 ملفا أخضر - بأمر الإهمال - من حافظة اهتمام الجهات المعنية الى حاوية نفايات بمكة.. حكاية غريبة ومثيرة وتنذر بمخاطر جمّة، فالملفات تحوى صورا للأشخاص وأخرى لبطاقات الأحوال والحسابات البنكية لعدد من الشباب كانوا قد قدموها لإحدى شركات الحراسات الأمنية بمكة فتعاملت معها الشركة باهمال ووضعتها في المكان غير اللائق وكأنها ترمي بأحلام المتقدمين ايضا في هذا المكان. الملفات استخرجها مواطن - والتي تحكي العبث واللامبالاة - وحملها بيديه ل»المدينة « مبديا مخاوفه من ان تطال هذه البطاقات الشخصية ودفاتر الهويات ضعاف النفوس فيستخدمونها في أمور «مخيفة» فتعالوا نقف على «الحكاية العبثية» وتداعياتها. حجيج محمد الحربي من سكان حي الزاهر يروي قصة عثوره على الملفات قائلا: انه كان بأحد الملاعب الرياضية بحي الزاهر عصرا لمتابعة تمرين أحد أندية الحواري وكان بحوزته قارورة ماء يرتشف منها وبعد أن شرب ما بداخلها توجه لأحد النفايات المجاورة للملعب لرمي القارورة وبعد رميها فوجئ بوجود هذه الملفات داخل كيس مما أثار استغرابه عن وجودها في هذا المكان وهو مرمى للنفايات وبعد بعثرتها اتضح أن الملفات تعود لشباب سعوديين، واضاف أنه أخذ الكيس المليء بالملفات واطلع زملاءه بالملعب عن الكيس وأفادهم بأن لديه الرغبة في الإبلاغ عن الشركة فنصحوه بعدم الإبلاغ لاحتمالية تحمله المسؤولية والجرجرة على حد قوله ولكنه عزم على الإبلاغ لتألمه بهذا الموقف فتوجه لمقر صحيفة «المدينة» المفضلة إليه لنقل هذه القضية للمسؤولين. حسن عبدالله الدعجاني أحد أصحاب هذه الملفات قال انه لن يتنازل عن حقه مهما كلف الأمر وطالب ولاة الأمر حفظهم الله برد اعتباره وقال انه ليس من حق الشركة أن تتلف ملفه بحاوية النفايات أكرمكم الله، فهذه إهانة لا ترضي أحدا وقال انه قام بالتقديم على وظيفة مشرف أمن بهذه الشركة لسد رمق عيشه وأطفاله قبل شهرين تقريبا وبعد إكمال ملف التقديم وتسليمه لهم أفادوه بأنه سيتم الاتصال به في حال قبوله وبعد فترة أجرت الشركة اتصالا به تفيده بقبوله حارس أمن ورفض ذلك مبينا أنه يرغب في وظيفة مشرف أمن وكان في انتظار الرد منهم على طلبه إلا أنه فوجئ بوجود ملفه المتضمن صورة بطاقته الشخصية وشهاداته وخبراته ورقم حسابه البنكي موجودا بداخل حاوية نفايات. وأبان فهد عبيد المقاطي وسعد عمران العتيبي ومروان شرف المجنوني أنهم أصدقاء وكانوا دوما يسعون لإيجاد أي فرصة وظيفية تسد رمق عيشهم وأنهم تقدموا لجهات عديدة للالتحاق بأي وظيفة مهما كان نوعها شريطة أن تكون شريفة وأضافوا أنهم استمروا في ذلك بالمرور على كل الشركات الخاصة والقطاع الحكومي إلى أن تم التوجه لاحدى شركات الحراسات الأمنية على وظائف حارس أمن وأفادهم مسؤول أنه توجد وظائف شاغرة ليتم بعدها تسليم ملفاتهم كما طالبوا بكفيل للالتحاق بوظيفة حارس أمن وتم تحقيق رغبتهم وبعد مشوار من المماطلة والتسويف كانت المفاجأة الكبرى أن ملفاتهم بالشركة السابقة التي ماطلتنا كثيرا قامت بإتلاف ملفاتهم الشخصية بداخل حاوية نفايات. صقر بن ظافر الصقور عبر عن استيائه بما أقدمت عليه الشركة برمي ملفه الشخصي بحاوية النفايات مطالبا بمحاسبتها ووضع حد لها وأبان أنه يقطن بالمنطقة الشرقية وأنه كان يبحث عن التوظيف دون تحديد مدينة معينة وظل يبحث بكل مناطق المملكة حتى وصل للعاصمة المقدسة متوجها لهذه الشركة رغبة منه في الالتحاق بوظيفة حارس أمن ولم يتوقع أن يكون الرد من قبلهم برمي ملفه المتضمن حسابه البنكي وصورة هويته وشهاداته بحاوية النفايات. حقوق الانسان سليمان الزايدي المشرف على فرع جمعية حقوق الانسان بالعاصمة المقدسة قال ان رمي ملفات المتقدمين للوظائف فيه امتهان لكرامتهم وهدر لحقوقهم وايضا فيها تعريض اصحاب هذه الملفات للاخطار الامنية لما تحويه هذه الملفات من اوراق ثبوتية رسمية وحسابات بنكية ومعلومات شخصية وكان احرى بهذه الشركة ان تعيد الملفات الى اصحابها في حالة عدم توفر فرص وظيفية. فيما قال مصدر في وزارة العمل اننا لا نقر مثل هذه التصرفات مطلقا والملفات هي ملك شخصي لاصحابها تعاد اليهم في حال عدم التوظيف، واضاف المصدر ان مثل هذه المخالفات يتم التقديم فيها للجهات المختصة للبت فيها.