مستشفى متخصص في علاج سرطان الأطفال احتضن بالقاهرة الأسبوع قبل الماضي مؤتمرًا دوليًا حول إحياء الوقف بمفهوم عصري.. المستشفى أنشئ بتبرعات المسلمين في الأقطار العربية كافة، وبخاصة فاعلو الخير في المملكة استطاع طوال سنواته القليلة من توفير أحدث أنواع العلاجات للأطفال الذين يعانون من مرحلة السرطان، وفي الوقت نفسه احتضن وحدة ابحاث علمية متطورة حول هذا المرض. المشاركون في المؤتمر الذي نظمه مستشفى سرطان الاطفال 57357 بالتعاون مع عدة مؤسسات اسلامية من بينها الجمعية المصرية للتمويل الاسلامي أكدوا الحاجة الملحة لاصدار قوانين وتشريعات لاحياء الوقف الخيري، كأحد مسارات النهضة في الدول العربية والاسلامية. وخلال المؤتمر استعرض الدكتور محمد البلتاجي رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للتمويل الاسلامي وقف خسرو بك بسرايفو والذي ينفق مع عدد من المشروعات التعليمية والتنموية كما أكد ضرورة توثيق وحفظ مواثيق الوقف وعمل الميزانيات اللازمة لقياس ايرادات ومصروفات الوقف بشكل محاسبي دقيق. وتحدث رجل الاعمال المصري منصور عامر عن تجربته عندما تبرع بثلث ثروته للوقف الخيري في مصر أطلقه من المملكة المتحدة لتجنب المعوقات التي تضعها القوانين المصرية أمام التبرعات العينية. ومن جانبه أكد الدكتور شريف أبو النجا نائب مدير مستشفى سرطان الاطفال أن الهدف من هذا المؤتمر هو سن قوانين وتشريعات جديدة تساعد على احياء الوقف الخيري بعد هدم البنية الوقفية ومخالفة شروط الواقف التي لا يجب مخالفتها شرعًا في الحقب الماضية. وتحدث السفير التركي بالقاهرة والذي رافقه وفد من وزارة الاوقاف التركية، عن دور الوقف في النهضة التركية وبخاصة في الفترة الأخيرة التي تشهد فيها البلاد انتشارًا كبيرًا لثقافة الوقف وأهميته مما ساهم بشكل كبير إلى اعادة ترميم جميع الاوقاف التي كادت أن تهدم وشدد على ضرورة التعاون بين مصر وتركيا في هذا الاتجاه حيث يعقب المؤتمر عقد عدد من الاتفاقيات بين الجانبين في هذا الاتجاه. وأشار الدكتور هاني البنا مؤسس منظمة الاغاثة الاسلامية والتي تأسست منذ 28 عاما وتتخذ من انجلترا مقرا لها إلى تجربة المؤسسة التي تتخذ شكلا جديدًا من الاوقاف، وهو وجود مشروع ذي صبغة تجارية لادارة الوقف تتجه كل أرباحه لأوجه الانفاق الخيرية المحددة من قبل الوقف.